أكدت مصادر وزارية لصحيفة "الشرق الأوسط" أن وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب "زار دمشق بصفة شخصية من غير أي تكليف من الحكومة اللبنانية التي لم تجتمع بعد نيلها ثقة البرلمان"، مشددة على أن "الغريب لم يحصل على إذن من مجلس الوزراء، ولم يطلع رئيس الحكومة سعد الحريري على الخطوة، وبالتالي لم يحصل على تكليف رسمي منه أو من مجلس الوزراء بالزيارة".
اعتبرت مصادر حكومية أن الدعوة الرسمية التي وجهها وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف لغريب هي عبارة عن "خرق للمبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم وتشويش على حكومة الحريري بعد نيلها ثقة مجلس النواب وعلى رئيس الحكومة بالذات الذي يرفض إجراء أي اتصال حكومي مع المسؤولين السوريين ليس فقط لاتهام دمشق بأنها ضالعة في اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، بل أيضا لأن السلطات أدرجت اسمه على لائحة الإرهاب".
ورأت المصادر أن تصرّف الغريب "مرفوض من قبل الحريري ومن قوى سياسية تدور في فلك موقفه السياسي لأكثر من سبب؛ أولا لأنه لم يطلعه على الدعوة وموضوعها ولم يعلم مجلس الوزراء بها للموافقة عليها وعلى المحادثات التي سيجريها كما هو متبع بالتعاطي مع الدعوات الرسمية التي توجه للبنان، وثانيا لم يستأذن المسؤولين بالسفر إلى دمشق"، كما أن الغريب "يلبي هذه الزيارة قبل الجلسة الأولى لمجلس الوزراء المحددة الخميس المقبل"، فضلاً عن أن الزيارة "ثبتت ما وصفه رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط بأن غريب لونه سوري ولهذا كان عارض تعيينه في الحكومة".
من جهة أخرى، أشارت نفس المصادر إلى أن الموقف الذي طرحه وزير الدفاع الوطني إلياس بوصعب حول سوريا في مؤتمر ميونيخ "تفرّد به على الأقل ولم ينسق حول مضمونه مع الحريري".
وتوقعت أن "يثير الحريري هذا التفرد من قبل وزيرين خرقا سياسة النأي بالنفس فيما يتعلق بالأزمة السورية، كما أن زيارة غريب لسوريا لا مفاعيل رسمية لها وتعتبر شخصية ولن تطرح في مجلس الوزراء ولن يقبل رئيس الحكومة بأي زعم أو اجتهاد من الغريب بأنه تفاهم معه حول الاتصال بسوريا بشأن أزمة النازحين، ولن يقبل بأن يكون قد نسّق موقفه مع أي جهة سياسية أخرى لا سيما أن دعوة الغريب للحديث مع مخلوف أتت بعد إعلان الحريري في دبي من بقاء 800 ألف نازح سوري في لبنان ليعملوا كما هي الحال في قطاعي الزراعة والبناء إلى أن يتم التوصل إلى حل للأزمة السياسية".