قام راعي أبرشية قبرص المارونية الزائر الرسولي على موارنة اليونان، المطران يوسف سويف، بجولة أولى في اليونان التقى خلالها عددا من المسؤولين الروحيين والزمنيين، وناقش معهم ظروف انطلاق زيارته الرسولية على الموارنة المتواجدين في اليونان منذ حوالي أربعين سنة، والعلاقات المسكونية والتبادل الثقافي بين لبنان وقبرص واليونان. واختتم المطران سويف جولته بقداس عيد مار مارون في كنيسة مار يوحنا التابعة للكنيسة اللاتينية في العاصمة اليونانية أثينا.
وشملت لقاءات المطران سويف وزير الخارجية للشؤون الكنسية ماركوس بولاريس، مطران أثينا للروم الارثوذكس ايرونيموس الثاني، مطران أثينا للكنيسة اللاتينية الكاثوليكية سيفاستيانوس روسولاتوس، مطران الأرمن الارثوذكس جوزف بازاديان ومطران الروم الكاثوليك مانويل نان.
بعد اللقاءات عقد سويف اجتماعا مع السفير البابوي في اليونان ستافيو هون تاي فاي وعرض معه أجواء لقاءاته الإيجابية وترحيب رؤساء الكنائس المحلية بالاهتمام المتجدد بأبناء الكنيسة المارونية في اليونان.
كما التقى سويف سفيرة لبنان لدى اليونان دونا بركات الترك، وعرض معها مهامه المتعلقة بخدمة موارنة اليونان. وكان بحث في سبل تفعيل التبادل الثقافي والحوار المسكوني وتنظيم التواصل على هذا المستوى بين مثلث لبنان وقبرص واليونان وتبادل الزيارات للتعريف بالمواقع الدينية المتشابهة لجهة الإرث الروحي والثقافي المشترك. وشارك في الاجتماع مدير عام رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث الزميل جورج عرب، الذي عرض "مسار تحقيق مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، المتصل بالتراث المشرقي المشترك بين مختلف الكنائس، والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر علمي متخصص بعدما أنجزت رابطة قنوبين الإصدارات الكتابية والأفلام اللازمة للتأسيس لهذا المؤتمر، وفي ضوء وجود حوالي ستين الف مخطوطة متصلة بهذا التراث تمكنت رابطة قنوبين بالتعاون مع عدد من الخبراء والمختصين من تحديد أمكنة تواجدها في لبنان وفي عدد من الدول منها اليونان، وبعض هذه المخطوطات باللغة اليونانية".
الى ذلك زار سويف والوفد المرافق مدينة كورانتوس وكان اطلاع على قلعتها ومعالمها القديمة حيث بشر مار بولس. كما كانت زيارة الى جزيرة ايدرا واطلاع على نمط حياة أهلها البدائي حيث لا توجد سيارات نقل داخلها مع مستلزمات الحياة الكريمة التي وفرتها الحكومة اليونانية من مدارس وجامعة ومستشفى وسيارات جمع النفايات والاطفاء الى معهد تدريب على صيد الأسماك، وكلية للعلوم العسكرية البحرية".
وأكد المطران سويف في عظته "أننا نحتفل بعيد مار مارون لنتوقف عند سيرة حياته والقيم الروحية التي نشرها في العالم ليواجه الوثنية التي كانت قائمة. ونحن مدعوون الى التأمل في مدى أمانتنا لتلك القيم، والى التساؤل حول مدى تخلينا عن الوثنية. وهذا التخلي يكون بسماع كلمة الله، والتعرف اليها وهي يسوع المسيح. وبهذا نقترب من الآخر في مسيرة اخوة إنسانية تجلت مؤخرا في خطوة البابا فرنسيس وشيخ الازهر عندما وقعا وثيقة حوار وتعاون وتطلع مشترك الى خير الإنسانية بوحي هذه الاخوة".
وختم المطران سويف داعيا "موارنة اليونان الى الرسوخ في ايمانهم من جهة وفي ارتباطهم بكنيستهم الام وبلبنان وفي علاقات الاخوة والمحبة مع سائر فئات المجتمع اليوناني".
وبعد القداس التقى المطران سويف المشاركين في القداس، وكانت تهاني العيد وأحاديث في "كيفية تفعيل الزيارة الرسولية الهادفة الى الاهتمام الروحي بأبناء الجالية المارونية، وتواجد كاهن ماروني بصورة دائمة".
وكانت كلمة للسفير البابوي عبر فيها عن سروره لاحتفال عيد مار مارون في اليونان آملا في "تطور العمل الكنسي المشترك لما فيه خير المؤمنين".