أعلن حزب "الإتحاد" أنه "تعود علينا الذكرى الواحدة والستين للوحدة بين مصر وسوريا كأول تجربة وحدوية في العصر الحديث التي خالف قيامها كل ما كان مرسوما للأمة من تفكك وانقسام وفرض أنظمة إقليمية يكون مضمونها التشظي العربي خلافا لطبيعة الأمة وحقيقتها وتاريخها ودورها فالإرادة الوحدوية هي التي حققت هذا الإنجاز التاريخي الذي كان من الممكن لو استمر أن يعيدها إلى توازنها ويستجمع قدراتها لتحقيق أهدافها في نهوض عربي تحرري مستقل، صحيح أن الوحدة لم تستمر بفعل المخططات التي وجدت في الداخل العربي من يصطف لمعاداتها إلا أنها بقيت هي الفيصل بين التقدم العربي وحالة التبعية للخارج".
وفي بيان له، أوضح الحزب أنه "عندما تحققت وحدة العام 1958 كان هناك إدراكا من جمال عبد الناصر وقيادة سوريا بأن الوحدة هي تجسيد لحق الأمة في تكوين نظام سياسي مستقل يجمع بين مكوناتها لأمة تمتلك وحدة التاريخ واللغة والأهداف والأماني والمصير المشترك، فهذه الوحدة التي هللت لها جماهير الأمة من مغربها إلى مشرقها كانت تحمل كل القيم التي تملأ أفئدة جماهيرها التي تنتظر المواجهة بين أعدائها وحقها في حياة حرة كريمة بعيدا عن الاحتواء والسيطرة والتحالفات الإقليمية المصنوعة في دوائر الغرب الاستعماري وفي طليعتها حلف بغداد الذي شكل تجمعا لقوى إقليمية تابعة للخارج كما يحاول الآن الأميركي أن ينشىء تحالفات إقليمية تدخل الأمة في نزاعات مع الجوار الإسلامي وتجعل من العدو حليفا عبر إيجاد معارك وهمية لا مصلحة للأمة فيها تضيع من خلالها فلسطين ومركزيتها في النضال العربي وتعطي دفعا للاحتلال الصهيوني في تحقيق مخططاته في تهويد المدن الفلسطينية ومقدساتنا وتغيير معالمها العربية وفي هذه المناخات تستخدم الجامعة العربية غطاء لما يريده الخارج في تمزيق وحدة مجتمعاتنا الوطنية وعندما نحتفل بذكرى الوحدة التي شكلت أملا عربيا في الخلاص من التبعية والصهيونية والاستعمار فإن عيوننا تشخص إلى تلك التجربة لتغيير الواقع العربي، فبدون الوحدة العربية لن يتحقق أن يكون للعرب مستقبل واعد".