تعاني بلدة طير دبّا الجنوبية وجوارها الأمريّن نتيجة المكبّ العشوائي الذي استحدث على أطراف البلدة، التي تميّزت بجمال طبيعتها وبساتينها الخضراء وهوائها العليل، حيث تحوّلت اليوم الى مكّب عشوائي للنفايات مع تفاقم الازمة لمكبّ لنفايات اتحاد بلديات صور، وبالتالي أًصبحت منطقة منكوبة!.
"صحيح أن العقار الذي تحوّل الى مكب للقُمامة هو في منطقة طير دبّا ولكن عقارياً هو يتبع للبرج الشمالي". هذا ما يؤكده رئيس بلدية طير دبا حسين سعد عبر "النشرة"، لافتا الى أن "صاحب العقار الذي إستحدث المكبّ لا يملك ترخيصاً للقيام بما قام به والذي أقل ما يمكن وصفه بأنه "جريمة" بيئيّة وصحّية، فالمنطقة التي ترمى فيها النفايات ساحليّة وخضراء، واليوم أصابها التلوّث من جميع النواحي خصوصاً مع وجود آبار جوفية فيها تغذي المنطقة وجوارها".
من يقصدها والمناطق التي تجاورها لا يمكنه إلا أن يشمّ الروائح الكريهة جداً الناجمة عن هذا المكبّ، الذي وبحسب حسين سعد أقفل منذ حوالي سبعة أشهر، إلا أن رواسبه لا تزال موجودة وتزداد مع هطول الأمطار، شارحاً أنه "في البداية كان مكباً للبلدة بعدها أصبح مصبّا لنفايات إتحاد بلديات صور"، معتبراً أن "النتائج سيئة على صعيد التربة والمحيط ولكن هناك مشكلة في البدائل".
بدوره الخبير البيئي بول أبي راشد أشار الى أن "ترسبات القُمامة تنتج ما يسمونه "بعصارة النفايات" والمهمّ أن يتم تغطية المكان حتى لا تصل مياه الامطار اليه أولاً ليُعمل بعدها على معالجته وإزالته"، ومشدداً على أن "العصارة خطيرة وفيها معادن ثقيلة وسموم يمكن أن تصل الى الآبار الجوفية".
حسين سعد يلفت الى "وجود معمل للنفايات سيُعاد العمل فيه ويستوعب 120 طنا من النفايات ومركزه عين بعال"، مشيرا الى أنه "يفترض أن يكون إعادة العمل فيه كجزء من الحل في البلدة والقضاء". أما بول أبي راشد يرى أنه "ونتيجة لمشهد النفايات المنتشر لا في طير دبا أو البرج الشمالي فقط بل في كل لبنان، يجب إعلان حالة طوارئ بيئية لمعالجتها عبر تغطيتها، وإجراء فحوصات للمياه الجوفية فيها، وفي بعض الأحيان قد نضطر أن نمنع الناس من إستعمال المياه فيها نظراً لتلوثها".
"لا يمكن أن ننسى أن الخضار والمزروعات ترتوي بأغلب الأحيان من مياه قد تكون تلوثت من جراء النفايات أو عصارتها، مع احتمال حصول هذا الأمر في طير دبا وبرج الشمالي وقضاء صور". هذا ما يوضحه بول أبي راشد، لافتا الى أن "هذا الامر هو أحد الأسباب الرئيسية للأمراض السرطانية المنتشرة والمتفاقمة".
إذاً، عملياً تعد المنطقتين اقرب الى المنكوبتين نتيجة النفايات المتراكمة والتي أدّت الى التلوث في الهواء والمياه وضررها الكبير على صحّة الانسان، فهل ستجد قضية النفايات طريقها الى الحلّ، قبل أن يصبح الشعب اللبناني بأسره ضحية الامراض السرطانية؟!.