اشارت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين روكز عون الى "إن عالم اليوم، يتميز عما كان عليه في الأزمنة السابقة، بأنه لم يعد يسمح فيه بالتقوقع والانعزال. فاستخدام التقنيات الحديثة للأهداف السلمية، كما للأغراض الحربية، بات معمماً في جميع أنحاء العالم وباتت كثيفة، حركة تبادل السلع والأفكار. والمجتمعات التي كانت بالأمس متباعدة، باتت اليوم مضطرة على التشارك، بغية تأمين مقتضيات الحفاظ على البيئة الطبيعية وعلى السلام بين الشعوب. أكثر من الدول والحكومات، باتت المجتمعات، هي القادرة على دفع عَجَلة الحضارة الإنسانية إلى الأمام، وعلى التصدي لآفات الحروب والإرهاب والظلم والفقر والجهل والأخطار البيئية. ونحن كنساء نعلم ما هي قدراتنا في تحقيق التحولات المجتمعية الإيجابية، ونعلم ما هي العوائق التي تقف في وجه تفعيل هذه القدرات وفي وجه النهوض في بلداننا". واوضحت انه "ليست هذه المرة الأولى في تاريخنا تواجه النساء العربيات تحديات التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. علينا ألا ننسى، أن بلداننا مدينة لنسائها الرائدات في مجالات الأدب والصحافة والتربية، وفي تفتح النهضة العربية في بدابات القرن الماضي. وهذه النهضة، التي منها انبثقت مجتمعات عربية تفتخر اليوم بانتشار مستويات التحصيل العلمي وبتفوق العنصر النسائي فيه، مثلت ثورة في العادات والتقاليد".
وتابعت خلال المؤتمر الإقليمي "أثر التغيرات السياسية والإقتصادية والإجتماعية على واقع المرأة العربية" بدعوة من المجلس النسائي اللبناني بالشراكة مع "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" و"منظمة المرأة العربية" في فندق "الكورال بيتش"، "نحن اليوم أمام ثورة صامتة تتوسع بروِّية لكن بثبات. وتتمثل هذه الثورة في دخول النساء إلى ميدان النشاط الاقتصادي والسياسي وإلى ميدان المشاركة في صناعة القرارات. وليس لمجتمعاتنا أن تخرج من واقع الركود التي تعانيه على الصعيد الاقتصادي ومن واقع التباعد بين القواعد والقيادة على الصعيد السياسي، إلا بوصول هذه الثورة الصامتة إلى خواتيمها. وبذلك تحقيق تكافؤ الفرص المتاحة للرجال كما للنساء، ليتحملوا معا المسؤوليات التي تقع على عاتقهم كمواطنين راشدين مسؤولين عن نفسهم وأسرهم ومجتمعهم وعالمهم. هذه الثورة حاصلة اليوم، لكن وتيرتها لا تزال متأخرة عن السرعة التي يتطور بها العالم والتاريخ. فالأزمات التي تعيشها مجتمعاتنا قد تكون قاتلة، قاضية على انبعاث حيويتها من جديد، ان لم نستدرك الأمر حكاما وشعوبا. لذا، علينا أن نعطي دفعا جديدا للإصلاحات التي من شأنها توسيع دائرة المشاركة في اتخاذ القرارات، من جانب الرجال كما من جانب النساء، وإتاحة تكافؤ الفرص المتوافرة لذلك".
واعتبر ان "ما نحتاج اليه في مجتمعاتنا أولا هو تغيير الصورة النمطية للنساء والرجال، وهذا يعني مشاركة النساء في الأدوار التي كانت تعتبر في العصور الماضية حكرا على الرجال مثل مزاولة المهن الحرة والريادة الاقتصادية والقيادة الإدارية والسياسية. ويعني أيضا مشاركة الرجال في الأدوار التي بقيت إلى يومنا هذا محصورة بالنساء كالأدوار الرعائية وتربية الأولاد والاهتمام بالشؤون العائلية. فهذه أدوار قائمة في ذاتها ولا ينشأ مجتمع متوازن، إذ ظلت حكرا على النساء داخل الأسرة أو إذا بقينا مقتنعين بأنها ليست بمهمة، يكفي لتأمينها، اللجوء إلى يد عاملة مستوردة غير مؤهلة ومتدنية الكلفة".
بدورها، اشارت النائبة بهية الحريري الى انه "قبل 20 عاما كان لبنان قد استعاد الكثير مما خسره في سنوات النزاع الطويلة، وآثارها المدمرة على الإنسان والعمران والدولة والكيان. وكنا قد استعدنا الأمل والرجاء بمستقبل أكثر إنتظاما وتألقا ونجاحا. وتابعت: "إن هذه المراجعة المتواضعة ما كانت لتحدث لولا إنعقاد هذا المؤتمر المميز بالمضمون والشركاء والمتحدثين والحضور لأنني إنقطعت عن تلك التجربة، ثم عاد الإهتمام إلى تحصين الوحدة الوطنية وحماية السلم الأهلي من التصدع والتداعيات".
والقت سفيرة الإتحاد الإوروبي كريستينا لاسن كلمة اعتبرت فيها ان "الموضوع المطروح هو في صلب اولويات الإتحاد الأوروبي من خلال عمله في هذه المنطقة وما زالت الطريق طويلة، ونحن نركز على التزام المرأة واشراكها في المسار السياسي والإقتصادي والإجتماعي وتمكينها الإقتصادي". وأثنت على "وجود 4 وزيرات في لبنان ومن بينهن وزيرة للداخلية التي بدأت تتطرق لبعض القضايا الهامة مثل محاربة العنف الأسري. ورأت ان مشاركة المرأة في سوق العمل في هذه المنطقة لا يزال ضئيلا ويشكل نحو 18 بالمئة من القوة العاملة وهذه الفجوة بين الجنسين سيتم ردمها بعد 153 اذا استمر الأمر على هذا المنوال".