ينشغل الإسرائيليون بإنتخاباتهم، وسط سباق سياسي ساخن، يستخدم فيه رئيس الحكومة الحالية ​بنيامين نتانياهو​ مجدداً خطاباً عدائياً تجاه العرب، لحشد مزيد من أصوات ال​اسرائيل​يين الى جانبه في صناديق الإقتراع. خصوصاً ان استطلاعات الرأي تفيد أن الاسرائيليين يفضّلونه رئيساً للحكومة، بفارق بسيط عن منافسه الرئيسي ​بيني غانتس​، فيرفع من خطاب الكراهيّة تجاه الفلسطينيين والعرب، ويحرّك وسائل الإعلام، للإيحاء بأنّ ​إيران​ تريد السيطرة على الحدود مع اسرائيل، إلى حدّ تسريب شائعات عن حفر الإيرانيين وحلفائهم (المقصود ​حزب الله​) أنفاق تهريب على طول حدود إسرائيل مع الأردن، والهدف هو دعم "حماس" و"​الجهاد الإسلامي​" في الضفة الغربيّة، بحسب ما اورد موقع عبري مقرّب من نتانياهو. والهدف برأيهم هو تعزيز قوة "حماس" في الضفة الغربيّة، عبر فتح ممرّ للأسلحة بين جنوب ​سوريا​ والأردن والضفة الغربيّة. كل ذلك، يأتي في إطار التسخين الذي يمارسه فريق رئيس الوزراء الاسرائيلي.

لكن قد يكون اهمّ وصف تلقّاه رئيس الحكومة الاسرائيليّة من الصحافة العبريّة، بأنه لا يقاتل على "بلاد اسرائيل" بل على حريّته الشخصيّة. فالجهد هو من أجل أن "يدخل الى الكنيست مواصلو درب الحاخام كهانا، لا يرمي الى انقاذ الاستيطان أو الى صدّ اليسار، بل يرمي الى هدف واحد فقط: ادخال اثنين–ثلاثة اصابع اخرى الى الكنيست، لن يتأثروا بقرار المستشار القانوني للحكومة لرفع لائحة اتّهام بالرشوة ضدّ رئيس وزراء اسرائيل". هذه هي كل القصة، بحسب صحيفة "معاريف" العبريّة. علما ان الاسرائيليين يقرّون بأنّ الإيحاء بوجود خطر من صعود اليسار، هي اكذوبة مكشوفة، وتصوير المخاطر الآتية من "تمدّد إيران" شمالا، في سوريا ولبنان، او جنوبا في غزّة، مسألة مفبركة، يريد منها نتانياهو القول بأنّه السياسي الوحيد القادر على حسم الموقف بحرب، أو بسلام، أو بتأمين ضمانات من الروس الذين فتحوا له ابواب موسكو، ومن الأميركيين عبر علاقة وطيدة مع الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، واركان ادارته بدءا من صهره جاريد كوشنير. فهل ينجح نتانياهو؟.

أظهر إستطلاع للرأي أجرته شبكة الاخبار الإسرائيلية "13" ونشرت نتائجه، أن حزب "كحول لفان" بزعامة بيني غانتس وتومي لبيد سيحصل على 36 مقعدا، في انتخابات الكنيست، في حين تراجع حزب الليكود الحاكم بزعامة نتانياهو إلى 26 مقعدا فقط.

وبحسب الاستطلاع، حصلت قائمة "الجبهة العربيّة للتغيير" برئاسة ​احمد الطيبي​ و​أيمن عودة​ على 10 مقاعد، بينما حصل اتّحاد اليمين الذي يضمّ احزاب "البيت اليهودي" و"الاتحاد الوطني" و"قوة يهودية"، على 8 مقاعد وحصل حزب "يهودوت هتوراة" على 7 مقاعد، وحصل "شاس" على 6 مقاعد، بينما حصلت أحزاب العمل و"اسرائيل بيتنا" واليمين الجديد على 5 مقاعد لكل منها، وأحزاب كولانو وميرتس و"القائمة العربية الموحدة" على 4 مقاعد لكل منها.

وأظهر الاستطلاع ان 45٪ من الجمهور يعتقدون أن نتانياهو أكثر الشخصيات ملاءمة لتولي رئاسة الحكومة، بينما يعتقد 36٪ أن بيني غانتس هو الشخص المناسب لهذا المنصب، و19٪ قالوا إنهم لا يعرفون.

ويظهر من نتائج الاستطلاع أنه على الرغم من الفوز الذي حقّقه حزب "كحول لفان" إلا أن كتلة اليمين هي التي ستشكل الحكومة بحصولها على 61 مقعدا في الكنيست، مقابل 59 مقعدا لكتلة اليسار.