رعى العلامة السيد علي فضل الله الاحتفال الذي أقامته جمعية المبرات الخيرية، لأكثر من أربعمئة فتاة لبلوغهن سن التكليف الشرعي، واعتبر في كلمته أن "هذا اللقاء يؤكد على القيمة التي اودعها الله عند البشر وهي قيمة التكليف والمسؤولية التي عجزت السماوات والأرض والجبال بكل جبروتها عن تحملها فحملتها فتياتنا بكل صلابة وثقة ووعي وفخر واعتزاز".
وشدد على أنه "لا يمكن أن يبنى مجتمع أو يتقدم إلا عندما نعمل على اعداد فتياتنا وتأهيلهن لحمل هذه الرسالة وهذه المسؤولية عندها نستطيع أن نصنع مستقبلا أفضل"، معربا عن أسفه لأنه "ما زال في مجتمعنا من يفرق بين الصبي والفتاة بالرغم من كل الاحاديث التي وردت وأكدت الفضل الكبير في تربية الفتاة عند الله"، لافتا الى أن "دورنا كمؤسسات وأهل ومجتمع هو ان نعمل على تطوير فتياتنا والرفع من مستواهن لكي يقمن بدورهن الرسالي في تربية الأجيال الواعية والمنفتحة على قضاياها الكبرى ودورهن الاجتماعي في بناء المجتمع والمساهمة بنهوضه".
وأضاف: "نحن هنا في هذا الاحتفال لنؤكد على ان فتياتنا بدأن رحلة المسؤولية في هذه الحياة فدورنا ان نشعرهن بحضورهن وكرامتهن وعزتهن ونعمل على تأهيلهن سياسيا واجتماعيا وثقافيا وتربويا لانه لا يمكن ان نرى مجتمعا واعيا على المستوى الديني والاجتماعي والسياسي إذا لم تكن هناك الأم التي تربي على هذه الجوانب".
وتطرق إلى التحديات الكبيرة التي تواجهنا حاليا وفي المستقبل داعيا الفتيات الى التمسك بالقيم الرسالية والأخلاقية والعمل على مواجهة كل من يريد ان يدمر هذه القيم ويجتاح عقولنا وافكارنا وقيمنا ويحرفنا عنها ولاسيما في الهجوم المتواصل على الحجاب وعلى الفتيات لمنعهن من ارتدائه تحت حجج واقاويل كثيرة، معتبرا أن "الحجاب ليس هذه القطعة من القماش فحسب بل هو عنوان لإنسانية الفتاة وحريتها وتعبير عن مشروع إلهي هدفه أن يحفظنا ويخرجنا من جهلنا وذلنا وعصابياتنا إلى المعرفة والحرية والعزة والإيمان".