لمناسبة عيد مار افرام نظمت كليّة اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس – الكسليك ندوة لاهوتية حول موضوع " الكنيسة ورسالتها اليوم في الشرق الأوسط"، واستضافت الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ثريّا بشعلاني لتحاضر في هذا العنوان بحضور النائب البطريركي العام المطران رفيق ورشا وراعي أبرشية صربا المارونية سيادة المطران بولس روحانا، ولفيف من الآباء والأخوات وجمع من طلاب كليّة اللاهوت وأصدقاء.
بشعلاني ركزت في كلمتها على جوانب ثلاث، المبدأ والمقاربة اللاهوتية أولًا، الكنيسة تاريخ وحاضر ثانيًا وثالثًا في مهب العاصفة، صوت ينادي: من له أذنان فليسمع ما يقول الروح للكنائس. مشيرة الى ان " إن أردنا أن نفهم معنى الحضور المسيحي في الشرق الأوسط اليوم، علينا أن نوجّه أنظارنا نحو الكنائس المحليّة – الآتية من تاريخ ألفي عام مجبول بما جبلت به الشعوب والثقافات والتاريخ – والمتجذّرة اليوم في العالم العربي، فنقرأ علامات الروح ونسمع ما يقوله اليوم للكنائس".
وأضافت ان " إن كانت كنائسنا اليوم إنطاكية الإرث، فعليها أن تتحلى بما تحلّت به الكنيسة الأم، ألا وهو الإنثقاف في المجتمعات العربية، لتصبح كنيسة محلية مرسلة الى الشعب العربي. فالثقافة العربية هي منا ولنا، نسجنا خيوطها في إرثنا وإنسانيتنا ومفاهيمنا ومعتقداتنا، كما في إرث المسلمين وإنسانيتهم ومعتقداتهم. فهي بيتنا المشترك ولغة حالنا المشتركة وحاملة حضارتنا المنصهرة معًا. وكيف لا نستذكر هنا يواكيم مبارك وجورج خضر وجان كوربون وكل الذين تكلموا عن العروبة كأم حاضنة لأولاد كثر. هي الثقافة الواحدة التي تتخطى حدود الأوطان والمعتقدات والانتماءات الدينية والاجتماعية والسياسية". وسألت " فكيف للمسيحيين أن يكونوا مسيحيين في الشرق الأوسط دون المسلمين؟ وكيف للمسلمين أن يكونوا مسلمين دون المسيحيين؟ إن تنكّر واحدهم للآخر في إنسانيته وتاريخه وثقافته، تنكّر حتما لنفسه وهويته، فالآخر جزء لا يتجزأ من كيان وهوية ورسالة كل منا".
وختمت بشعلاني بالدعوة " لنكون معًا كنيسة الرجاء في هذا المشرق العربي. تعالوا نكون كنيسة الشرق الذي أتى منها شمس العدل سيدنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح. فالرجاء ليس في نهاية الطريق، الرجاء هو الطريق الذي نسلكه للبلوغ الى قيامة المسيح. وهو الآخر المختلف عني الذي من أجل خدمته، بلغت إلى ههنا. والذي من دونه، لا معنى لإيماني ومحبتي ورجائي."