طرحت عمليّة اعادة برنامج الغذاء العالمي لـ"بطاقة الاغذية" للنازحين السوريين في الجنوب اللبناني أكثر من علامة استفهام، بعد قطعها عنهم لمدة عام بسبب تقليص المساعدات المقدمة من الجمعيّات العاملة تحت اشراف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فهل عادت هذه الدول لتموّل المفوضيّة؟ وتحت أي عنوان؟! مع العلم أن اعادة العمل بـ"بطاقة الاغذية" يريح النازحين ويعطيهم الفرصة للبقاء في المناطق اللبنانية التي نزحوا اليها، وبالتالي لن يفكّروا في العودة إلى بلادهم.
في هذا السياق، تستغرب أوساط جنوبية، عبر "النشرة"، كيف أن الأمم المتحدة وجمعيّاتها تعيد العمل بهذه البطاقة، التي يحق بموجبها للنازح الحصول على المساعدات الغذائية من التعاونيات والإستهلاكيات المتعاقدة مع الأمم المتحدة ضمن نطاق إقامة كل نازح.
وتشير الأوساط نفسها إلى أن القوى الأمنيّة تبلغت من عدد كبير من النازحين عدم حصولهم على البطاقة المذكورة، بسبب وجود معلومات لدى المفوضيّة بأنهم من مؤيّدي الحكومة السوريّة، ما يعني أنّ الهدف هو ان المفوضيّة تعمل على ترسيخ ابقاء النازحين في المناطق الجنوبيّة، وتوضح أن من أعيدت بطاقته تم الإتصال به من جمعية "شيلد"، التي كانت قد أعادت إحصاء أعداد هؤلاء وتوزيعهم، وتضيف: "النازح السوري بألف نعمة قياساً على العامل اللبناني، بعد أن باتت العمالة اللبنانية عرضة للمضاربة من اليد العاملة السوريّة".
في هذا الإطار، يلفت السوري محمد المصري من درعا، عبر "النشرة"، إلى أنه تم حجب البطاقة عنه للمرة الثالثة، لأنه عندما حضر إلى مقرّ المفوضيّة في صور أبلغهم بأن فر من بلدته من بطش ومجازر الإرهابيين، ويشير إلى أنه لم يرق إلى المسؤولين هناك هذا التعبير، حيث وجّهوا أسئلة إليه حول ما إذا كان هناك من مسلّحين في بلدته وعما إذا كان خدم سابقاً في الجيش السوري!.
ويوضح أنه عندما أعيدت بطاقات الاغذية للبعض وحجبت عن البعض الآخر، علم السبب في حجبها عنه، واضعاً الأمر برسم الموفدين الدوليين والدول المانحة التي تعامل السوريين النازحين على قاعدة صيف وشتاء تحت سقف واحد، ويكشف أن لديه قائمة بأسماء سوريين، قدمها لمندوبة إحدى جمعيات الأمم المتحدة، يحصلون بموجبها على المساعدات وهم في سوريا، والبعض الاخر منهم هم من المنتمين إلى الجماعات الإرهابيّة في سوريا.
بدوره، يكشف علي أبو سامي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه تلقى اتصالاً من جمعيّة في المفوضيّة، أبلغته باعادة "بطاقة الاغذية"، ويشير إلى أنه حضر وتسلمها وبدأ بالاستفادة منها عبر الحصول على المواد الغذائية، ويوضح أنه لا يستطيع العودة إلى بلاده، لأن زوجته تعاني أمراضاً قلبيّة وعصبيّة، وهي بحاجة لدواء دائم لا يستطيع تأمينه إنما يحصل عليه من احدى جمعيّات الأمم المتحدة.
من جانبها، تلفت اللبنانية أحلام. ف، التي تزوجت من سوري منذ 7 سنوات، إلى أنهم رفضوا اعادة "بطاقة الاغذية" لها ولأولادها الثلاثة، بحجة أنها لبنانيّة وزوجها قضى مع الجيش السوري، وتسأل: "هل يعقل ذلك وأين تذهب أموال الدول المانحة التي ترسل للنازحين في لبنان"؟.
كما تدعو زمزم أ. المفوضيّة إلى أن تعدل في توزيع المساعدات على المستحقين، والأمن العام إلى إعادة إحصاء النازحين السوريين لإعادة من باتت بلدته آمنة إلى سوريا، وتضيف: "كفى الدول المانحة تسوّلاً على حساب أرواحنا ودمائنا ووطننا".