وصل بطريرك بابل للكلدان الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، إلى بيروت آتيًا من بغداد، في زيارة تستمرّ أيامًا عدّة، يشارك خلالها في مؤتمر المكتب الإقليمي لـ"كاريتاس" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الّذي يُعقد في سيدة الجبل - فتقا، تحت عنوان "خدمة الخير العام في اطار بيئة تعددية".
كما سيترأس قداسًا قبل ظهر الأحد المقبل، في كاتدرائية الملاك روفائيل للكلدان في بعبدا - برازيليا، يحضره عدد من اللاجئين العراقيين في لبنان.
في هذا الإطار، لفت البطريرك ساكو إلى "أنّنا نلبّي اليوم دعوة "كاريتاس" الدولية وإقليم الشرق الأوسط من أجل الحوار حول الوجود المسيحي الّذي بدأ بالتراجع في معظم بلداننا، وكيفيّة تشجيع المسيحيين على البقاء والتواصل ودعمهم ورفع معنوياتهم ومساعدتهم".
وركّز على أنّ "هناك محورين مهمّين: الأوّل، هو الحوار المسيحي المسيحي ووحدة الصف المسيحي والمواقف والخطابات، وذلك كلّه ينطلق من رؤية الواقع. والثاني، هو الحوار المسيحي المسلم، حيث لا يمكننا العيش إلّا مع بعضنا البعض، ونشقّ مستقبلنا مع بعضنا بثقة وحوار واحترام وقبول الاخر والاعتراف به، فالآخر مواطن يتساوى بالحقوق والواجبات مع أي مواطن آخر".
وأكّد أنّ "من المعيب اليوم أن نتكلّم عن الأقلية والغالبية، إذ انّ المواطن هو مواطن ولا يمكن اعتباره أقلية"، معربًا عن أمله أن "نخرج برؤية مشتركة وبِورقة عمل من أجل المسيحيين والمسلمين أيضًا، وعلينا أن ننفتح على بعضنا البعض، خصوصًا أنّ المنطقة لا يزال فيها بؤر متوترة وصراعات وإرهاب وأزمات اقتصادية".
وعن الصدى الايجابي لزيارة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات، بيّن "أنّني التقيت ساكو قبل أسبوع في روما، وحيّيته على مبادرته بزيارة الإمارات والتوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية، ولا سيما القداس الّذي تابعه للمرّة الأولى ملايين المسلمين، والّذي كان على مستوى عال من التنظيم وتخلّلته تراتيل وموسيقى ومزامير وكلمات نابعة من الوجدان تدعو إلى المحبة والأخوة والرحمة".
وأوضح ساكو أنّ "هذه كانت رسالة للجميع وفتحت أعين اخوتنا المسلمين على اخوتهم المسيحيين، ليتعرّفوا على إيمانهم ولنبذ المفاهيم الخاطئة. نحن نؤمن بإله واحد خالق السماوات والارض، ولسنا مشركين ولا كفارًا"، مشيرًا إلى "أنّني قلت للبابا فرنسيس انّنا في العراق وسوريا نحتاج إلى حضورك ودعم مسيرتنا، خصوصًا أنّ الدول العربية تمرّ حاليًّا بأزمات حادّة وتعديات، ولديها عطش لعناوين كبيرة مثل العيش المشترك والاخوة والتسامح والمحبة والمواطنة المتكاملة". وتمنّى أن يزور البابا العراق.
وعن تقديم الإمارات، منحة لإعادة إعمار نينوى والموصل والكنائس فيهما دعما للعلاقات المسيحية الاسلامية، نوّه إلى أنّ "ربما هي المرّة الأولى الّتي يفكّر فيها العالم الاسلامي بدعم مشاريع تخصّ المسيحيين، في حين أنّ الكنيسة رائدة في هذا المجال و"كاريتاس" تساعد الجميع بغضّ النظر عن الانتماء الديني والعرقي. نحن مثلًا في العراق ساعدنا الكثير من المسلمين المهجرين في المدن من السنة والشيعة، وجميل أن يبادر المسلم أيضًا نحو أخيه الآخر دون أن ينظر إلى هويته الدينية".
وكان في استقبال ساكو في صالون الشرف في مطار بيروت الدولي، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، المنسق الإقليمي لـ"كاريتاس" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كرم أبي يزبك، الشمّاس جوزيف ايشو ومسؤولة الإعلام في مطرانية بيروت الكلدانية ميرا قصارجي.