اختارت الحركة الثقافية - انطلياس الأديب والموسوعي والمربي والمؤرخ بطرس البستاني، اسما للدورة ٢٠١٩ للمهرجان اللبناني للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين.
وفي كلمة له خلال افتتاح الدورة الـ 38 اشار الاباتي أنطوان راجح ألى انه "على وقعِ تساؤلاتٍ كثيرةٍ تنتابنا على أكثرِ من صعيد، تفتتحُ حركتُنا الثقافيّة الرزينة مِهرجانَ الكتاب وما يرافقُه من احتفاءات، من عمقِ الفكر، بالكلمةِ وأصحابها، ومن تحفيز من فيض القلب، على قراءة مفاهيمِ الحياةِ الكريمة وإنتاجِ الآراء الحرّة البنّاءةِ وتحريرِها"، مشيرا الى ان "الحركاتِ الرزينةَ الرصينةَ تكوّن لها رأيًا محترمًا، من دون أن تتمادى في النفخِ والتطبيل. إنّها صُنعت للتفكير والتنوير. لذا، إذا نطقت حركتُنا فعن تعقّل، وإذا مدحت فعن خبرةٍ واقتناع بأهليّة الممدوح. إنّها على يقين بأنّ الثقافةَ هي الطريقةُ الخاصة التي يمارس بها الأفراد والشعوب علاقتَهم بالطبيعة وبإخوتهم، وعلاقتَهم بذواتهم، ليتوصّلوا الى حالة إنسانيّة كاملة.
وأكد راج اننا "لن نكتفي بحصر أقصى الطموح في إدراج أسماء منتشرين ضمن لوائح، مع الإشادة بالجهد المبذول للغاية، ولا بالمطالبة الفوريّة بحلول جذريّة جريئة ومتبصّرة، لأزمات زحمة السير، والنازحين، والنفايات، ولأزمات المفتقرين الى القوت والسكن، والعلم والطبابة والاستشفاء والراتب التقاعدي أو الاجتماعي، وما أكثرَهم. لا، لن نخفّضَ سقفَ الأمل. لن نتسوّلَ الحدّ الأدنى، ولن نفرّطَ بحقّ الطموح، فنكتفي بانتظارِ شحّ ما تجود به علينا الأيّام. لن نرضى باستبدال منطق الارادة والنضج الذي يجيز حكمَ الذات بالذات، بمنطق الدلع والولع بالاستغلال والنّهم وما تسنحُ به الفرص، ولا أن تستمرَّ فُسحةُ الأملِ بالتقلّص، حيث لا يعودُ العيشُ يتّسع لأكثرِ من المرارة والقنوط"، مشيرا الى انه "مع حركتِنا ونظيراتها نتمسّك بمبادىءَ أساسيّةٍ لناحية الانتماء والفضيلة، ونُبقي عقولَنا مفتوحة على مصاريعها، لقراءة تاريخيّة لمفاهيمِ السيادة والاستقلال، لا تكونُ مفخّخةً بالهواجس، ولا مدجّجةً بالانتفاعيّة الفردانيّة الأنانيّة، ولا تقوم على اصطفافاتٍ عدائيّة داخليّة، أو على انطوائيّات طائفيّة بغيضة، ولا على نوباتِ مكابرةٍ وتشنيج وتجييش، أو على ايقاع مزاجيّةٍ سياسيّة متقلّبة، بل تكونُ مكلّلةً بالحدّ الكافي من التضامن والاحترام، ومن التماسك المطلوب في المجتمع الوطني، وبالانتقال من التعايشِ الحذر، المتربّص والمقتنص، الى التعاون الخلّاق، وتلقيحِ منطقِ الانفتاح برحيق الإبداع".
من جهته أكد ممثل رئيس الجمهورية وزير الثقافة محمد داوود أنه "من فضائل المهرجان اللبناني للكتاب، انه شكَّل ويشكّل منّصة انسانية- ثقافية، يتلاقى عليها الكتّاب والناشرون وجمهورُ القرّاء الطامحين الى نعمة المعرفة. ثم هي مناسبةُ وفاءٍ لكبارٍ أعطوا الفكر والآداب والفنون، في لبنان والعالم العربي، وهجاً حضارياً"، لافتا الى ان "هذه الاحتفالية التي وسمتموها بدورة المعلم بطرس البستاني. هي وردةُ إكبارٍ وتقدير لأحد آباء النهضة العربية. هو القامة الموسوعية، صاحبُ "دائرة المعارف" ومعجم "محيط المحيط" ومؤسس صحائف: "نغير سوريا" و"الجنان والجنينة" ومترجمُ الكتاب المقدس".