البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدًا من شركاء الحكومة الألمانية في منظمة فرسان مالطا- ألمانيا، يرافقهم رئيس اللجنة المالية في البرلمان الألماني رودجر كروس ورئيس الجمعية اللبنانية للمنظمة في لبنان مروان الصحناوي، في زيارة تخلّلها حديث حول عدد من المواضيع على الساحة اللبنانية ومن بينها قضية النازحين السوريين وأهمية مساعدتهم للعودة إلى وطنهم.
في هذا الإطار، أكّد كروس أنّ "لبنان البلد النموذجي الّذي يعيش فيه المسيحيون والمسلمون بتناغم ملفت، يشكّل ميزة خاصة بين باقي المجتمعات في المنطقة"، مركّزًا على أنّه "لقد لفتنا كيف يمكن لبلد صغير مثل لبنان أن يستقبل أكثر من نصف عدد سكانه من نازحين سوريين ولاجئين فلسطينيين وأن يهتمّ بهم، في وقت لم تستقبل فيه بلدان قادرة إلّا عددًا قليلًا جدًّا من السوريين النازحين. لهذا يجب إيجاد حلّ لهذه المشكلة ومساعدة لبنان والنازحين على إيجاد حلّ عادل لهما".
من ثمّ، التقى البطريرك الراعي، سفيرة أستراليا في لبنان ريبيكا غريندلاي، في زيارة بروتوكولية هي الأولى لها بعد تسلمها لمهامها الدبلوماسية في لبنان، حيث كان "تأكيد على توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين".
ولفتت غريندلاي إلى "العلاقة المميّزة بين أستراليا ولبنان، لا سيما مع وجود جماعة مارونية محترمة في أستراليا ساهمت بنمو وازدهار البلد، إضافة إلى وجود جالية أسترالية في لبنان تقدّر بنحو ثلاثين ألف استرالي وحضور أكثر من أربعمائ ألف لبناني في أسترالي"، مبيّنةً أنّ "هذا الأمر يشجّع عملية التواصل بين البلدين، فهناك زيارات مستمرّة ورحلات للجاليتين اللبنانية والأسترالية ذهابًا وإيابًا، لا سيما في فترة الأعياد وفي فصل الصيف".
ونوّهت إلى "أنّنا استمعنا في خلال الزيارة إلى رؤية الراعي للمرحلة المقبلة في لبنان وإلى التحديات الّتي يواجهها"، معلنةً أنّ "أستراليا تثمّن ما قام به لبنان فيما خصّ موضوع استقبال النازحين السوريين، وهي بدورها ساهمت بنحو 438 مليون دولار لدعم النازحين السوريين منذ اندلاع الحرب في سوريا، وهي لا تزال تدعم لبنان في هذا الشأن، على أمل إيجاد حلّ نهائي لهذه القضية".