سألت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا" رولا دشتي، عن "أيّ يوم نحيي معًا، وبأيّ امرأةنحتفي؟ هل نحتفي بطفلة تقاسي حرّ الصيف وقرّ الشتاء في مخيَّم للاّجئين تشرّدوا من أوطانهم؟ هل نحتفي بِأخت تتضوّر جوعًا لأنها تدّخر كلّ كسرة خبز لصغار تخشى أن يحرمهم حصار أو غارة أو تفجير من قوتِ غد؟ أم بابنة زجّوا أباها المسنّ في السجن، فأصبحت هي المعيلة لأمّأثكلها الاحتلال منذ سنين وحال العوز دون حصولها على رعاية صحية تليق بشيخوختها؟ هل نحتفي اليوم وتكلفة العنف ضد المرأة بجميع أشكاله في عالمنا العربي تفوق ديون بعض الدول العربية؟".
وخلال الاحتفال الرسمي الذي أحيته الإسكوا لمناسبة اليوم العالمي للمرأة في بيت الأمم المتحدة، ساحة رياض الصلح، بيروت، اعتذرت دشتي من "كل امرأة وطفلة لم يُحقق حلمُها بالمساواة ودعت إلى اعتبار هذا اللقاء اجتماع عمل في جلسة طارئة لا تكرّر فيها شعارات فضفاضة ساحرة، ولا تُرسَم فيها رؤى تذهب أدراج الرياح لفرط بُعدها عن الواقعية"، مؤكدةً أن "التحديات كثيرة "تؤدي إلى تأجيل العمل على تحقيق المساواة مع الرجل تحت ذريعة إيلاء الأولوية لقضايا تعتَبر أكثر إلحاحًا، تحديات لا ننكرها، لا سيما في بلدانٍ عربية أنهكتها النزاعات والحروب وحالات الاحتلال وموجات النزوح والتهجير؛ وتفاقُم الكوارث الاقتصادية والطبيعية والبيئية. ولأن هذه التحديات تختلف من بلدٍ عربي إلى آخر، وإن تشابهت، فلعلّ أفضل بداية لمسار تذليلها هي تحديد المجالات ذات الأولوية المشتركة، تمهيدًا لتنفيذ استجابات تدفع عجلة التنمية المستدامة على مستوى المنطقة بأسرها، وتُثمر بالتالي مكاسب على كل بلدٍ من بلداننا".
ولفتت إلى "دور الإسكوا في العمل مع شركائها في استحداث حلول ملموسة وعملية قابلة للتنفيذ في السنوات القليلة المتبقّية لغاية عام 2030، علّنا بذلك نَفي ولو بجزء من التزامات تعهَّدنا بها في أيلول 2015، يوم التحقنا بالركب العالمي للتنمية المستدامة".