يشكل اعلان الامين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، مساء أمس الاول، إطلاق عمل الماكينة اللوجستية للانتخابات الفرعية في طرابلس، خلال لقاء مع أعضائها، في مقر منسقية طرابلس، في حضور مرشحة التيار ديما جمالي، إشارة الانطلاق لهذه الانتخابات بعدما كان الغموض يلف مصير هذه الانتخابات في ظل تسجيل السلطة السياسية ووزارة الداخلية في عهد الوزير السابق نهاد المشنوقثلاث سابقات في هذا الاطار: الاولى بعد شغور مقعد العماد ميشال عون بعد انتخابه رئيساً والثانية مع استقالة النائب روبير فاضل والثالثة مع رحيل النائب بدر ونوس. وفي هذا السياق تؤكد اوساط طرابلسية في 8 آذار ومتابعة للانتخابات الفرعية ان الحكومة الحالية وفي ظل رفع دعوات الاصلاح وبعد إجراء الانتخابات النيابية بقانون جديد على اساس النسبية وبعد تمديد لـ9 سنوات لا يمكنها الا ان تجري الانتخابات النيابية وفق مهلة الشهرين وضمن المهل الدستورية. وتشير الاوساط الى ان هناك ترجيحات بدعوة وزارة الداخلية الهيئات الناخبة في 14 نيسان المقبل لتعذر الامر في 21 و28 نيسان بسبب الاحتفالات بعيد الفصح المجيد وكذلك يتعذر الدعوة في 5 ايار المقبل حيث يحل شهر رمضان المبارك.
وفي اليومين الماضيين ترك كلام احمد الحريري اصداء سلبية في مدينة طرابلس وخصوصاً مع تكراره معزوفة المذهبية ورفع شعارات بائدة لم تعد تصرف في الشارع الطرابلسي الذي خذله تيار المستقبل ونوابه في الاشهر العشرة الماضية وفي ظل تصاعد المطالب الاجتماعية والاقتصادية والتي تمثلت بالحراك الشبابي والمدني اخيراً.
وفي هذا السياق تأسف اوساط "لائحة الكرامة الوطنية" للغة المذهبية التي يعتمدها تيار المستقبل والتي يبدو ان لا وجود لغيرها في ادبيات وقاموس هذا التيار ولا يجد امامه من رافعة او طريقة لشد العصب السني في طرابلس ولتيار المستقبل المتراجع في المدينة الا معزوفة حزب الله والوزير فيصل كرامي وتيار الكرامة واللقاء التشاوري والاحزاب والقوى الوطنية السنية في المدينة.
وتؤكد الاوساط ان اللائحة وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية لن ينجرا الى لعبة احمد الحريري ولن تساجلاه ولن تدخلا في زواريب ضيقة معه، هما اكبر واسمى منها.
وتشير المعطيات وفق المصادر المتابعة في 8 آذار ان "التحالف الرباعي" صار شبه مكتملاً بين المستقبل وتيار العزم والرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي وحالة النائب محمد كبارة المتحالف مع المستقبل وضمن كتلته ولكن له خصوصية وحالة طرابلسية خاصة به على غرار الرئيس ميقاتي الحالة الكبيرة في المدينة وجمهور جيد للصفدي. في المقابل فريق 8 آذار يخوض الانتخابات بتحالف بين المشاريع وتيار كرامي والقومي والعلويين مع حصول مرشح لائحة الكرامة احمد عمران ما يقارب الـ2500 صوت علوي في الانتخابات الاخيرة.
وفي حين لم يتحدد موقف الوزير السابق اشرف ريفي تقول الاوساط ان من المؤكد ان لا تحالف معنا ولكن لا نعرف وجهة قراره بالعزوف او خوض المعركة وحيداً او يعود الى "معسكره" الاول مع المستقبل.
في المقابل يؤكد المرشح الطاعن في نيابة ديما جمالي ومرشح جميعة المشاريع الخيرية الاسلامية الدكتور طه ناجي والحاصل على الكسر الاكبر لـ"الديار" اننا ننتظر دعوة الهيئات الناخية وتثبيت الدعوة لنقرر مصير ومسار مشاركتنا في الانتخابات الفرعية الحالية في ظل المعطيات التي باتت شبه مكتملة امامنا. ويؤكد ناجي ان قرار المشاركة في الانتخابات عبر إعادة ترشيحه من قبل جمعية المشاريع يبت بالتشاور مع الوزير فيصل كرامي ولائحة الكرامة الوطنية وليس واضحاً ان هناك مرشحاً آخر غيره حتى الساعة اذا ما قررنا خوض الانتخابات. ويوضح ناجي ان قرار المشاركة مساو تماماً لقرار العزوف وعدم المشاركة في الانتخابات اي ان النسبة 50 في المئة مشاركة و50 في المئة مقاطعة حتى الساعة واذا ما تمت المقاطعة بعد العزوف عن الترشح فإننا امام مشهد متكرر لانتخابات العام 2016 البلدية. ويؤكد ناجي اننا ندرس خياراتنا بدقة وبالتشاور بين المشاريع وكرامي وباقي حلفاءنا في التحالف الوطني، وما يعطينا بارقة امل هذا التعاطف الشعبي الطرابلسي الواسع معنا بعد القرار المجحف والظالم بحقنا وحرماننا من المقعد النيابي فالابطال يعني المقعد تلقائياً لنا في القانون والدستور وشعور الناس بمظلوميتنا وبالغبن اللاحق بنا بحد ذاته انتصار لقناعاتنا السياسية ولاحقية ممارستنا للعمل الوطني.