تتسابق الأحزاب الإسرائيلية في برامجها للانتخابات العامة، التي تُجرى في 9 نيسان المقبل، نحو تكريس يهودية الدولة، وكسب الصوت الانتخابي على حساب الفلسطينيين، قتلاً وأسراً، وسرقة للأراضي، وتوسّعاً استيطانياً، وهدماً لمنازل الفلسطينيين، وقرصنة لأموال السلطة، واقتحاماً للمسجد الأقصى، وتوسيعاً للعدوان على قطاع غزّة.
فالسباق هو للتأثير على عقول وقلوب الناخبين الإسرائيليين، لكسب أصواتهم في صندوقة الاقتراع، من خلال التماهي مع التحريض والفتك بالفلسطينيين.
وبدا ذلك واضحاً من خلال الخطاب الانتخابي بين المتنافسين الرئيسيين، وفي مقدّمهم رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحزب "الليكود" الذي يترأسه، والأحزاب الأخرى المنافسة، وفي مقدّمها "أزرق أبيض"، الذي أعلن عن تبنّي سياسة الانفصال عن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
ويتولّى رئاسة الحزب، رئيس الأركان السابق في جيش الإحتلال خلال عدوان "الجرف الصامد" على قطاع غزّة بيني غانتس، فيما يُعتبر الرجل الثاني في الحزب وزير المالية السابق يائير لبيد.
ويركّز الحزب في حملته منذ أسابيع عدّة على تنفيذ برنامجه، الذي يتألّف من 24 فصلاً تركّز على تعميق الانفصال عن الفلسطينيين، والحفاظ على المصالح الأمنية لدولة "إسرائيل"، وحرية عمل الجيش الإسرائيلي في كل مكان، وتثبيت الأغلبية اليهودية في "إسرائيل"، والهوية اليهودية للدولة، والقدس الموحّدة عاصمة "إسرائيل" الخالدة، وتعزيز كل الاستيطان.
في غضون ذلك، قرّرت لجنة الانتخابات المركزية لـ"الكنيست"، قبول طلبات شطب قائمة التحالف بين حزب "التجمّع الوطني الديمقراطي" و"القائمة العربية الموحّدة"، ومنعها من خوض الانتخابات.
كذلك أقرّت اللجنة منع المرشّح اليهودي في قائمة الجبهة الدكتور عوفر كسيف - المعروف بمواقفه المناهضة للإحتلال والصهيونية - من خوض المعركة الانتخابية.
وجاءت موافقت اللجنة بتأييد (17 صوتاً) ومعارضة (10 أصوات)، في ضوء الطلب الذي قدّمه حزب "الليكود".
كما جاء القرار بالرغم من أنّ المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت، أوصى بعدم شطب أي من القوائم العربية.
ولم يُخفِ ممثّل حزب "الليكود" في لجنة الانتخابات المركزية عضو الكنيست ديفيد بيطان، حجم الحقد على حزب "التجمّع الوطني الديمقراطي"، ومؤسِّسه عزمي بشارة، إذ أعلن خلال مداولات اللجنة، عن أنّ طلب اللجنة يأتي أيضاً بسبب توجيه مؤتمر الحزب وأنصاره، في مطلع شباط الماضي، التحية إلى بشارة.
وفي ضوء هذا القرار، سيتوجّه كل من تحالف "التجمّع" و"الحركة الإسلامية"، إلى "المحكمة الإسرائيلية العليا"، للفصل في مشاركتهما في الانتخابات من عدمه، لا سيما أنّ اللجنة المركزية للانتخابات هي لجنة سياسية.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى عوفر كسيف المرشّح على لائحة "الجبهة والتغيير".
الجدير ذكره أنّها ليست المرّة الأولى التي تتّخذ فيها لجنة الانتخابات المركزية قرارات بشطب أحزاب عربية، أو مرشّحين عرب، حيث جرت في الانتخابات الأخيرة في العام 2015، محاولة لمنع النائب عن التجمّع حنين زعبي، من خوض الانتخابات.
والمفارقة هي إقرار اللجنة المكوّنة من ممثّلي الأحزاب المشاركة في "الكنيست"، مشاركة اثنين من غُلاة المتطرّفين اليهود في قائمة "عوتصماه يهوديت"، التي تحمل إرث وطروحات الفاشي اليهودي مئير كهانا، وتدعو إلى طرد العرب من وطنهم، وتحرّض على العنصرية بشكل علني ومكشوف.
فقد رفضت اللجنة طلبات من حركة ليبرالية يهودية وساسة من تيار يسار الوسط لمنع ترشيحهما، حيث وصفت الطلبات "حزب القوّة اليهودية" الذي ينتميان إليه بأنّه "عنصري".
هذا، وفيما يستعد العالم للاحتفال بـ"يوم المرأة العالمي"، كانت الحاجة سهير البرغوثي تشاهد منزل العائلة في قرية كوبر – غرب رام الله، وهو يتحوّل إلى ركام من قِبل جرّافة قوّات الإحتلال الإسرائيلي، عقاباً على اتهام إبنها عاصم بتنفيذ عملية ضد قوّات الإحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة آخرين بجروح خطيرة في البؤرة العسكرية "جفعات أساف" - شمال رام الله، منتصف شهر كانون الأوّل الماضي، قبل أنْ يتمكّن من التواري، حيث اعتقلته قوّات الإحتلال بعد مطاردة استمرّت شهراً.
وجاء تنفيذ عاصم للعملية بعد ساعات من اغتيال قوّات الإحتلال شقيقة صالح بعملية كومندوس خاصة في 12 كانون الأوّل الماضي.
واتُّهم عاصم أيضاً بمشاركة شقيقه الشهيد صالح البرغوثي، بعملية إطلاق نار قرب مستوطنة "عوفرا" - شرق رام الله، أدّت إلى إصابة 7 إسرائيليين بجروح متفاوتة في شهر تشرين الثاني الماضي.
وقالت الوالدة سهير: "هدموا المنزل ولم يهدموا عزيمتنا.. هدموه لكن سنبني منزلاً جديداً، نحن أصحاب حق ولن تثنينا إجراءاتهم عن تسجيل مواقف مشرّفة، وفي اليوم العالمي للمرأة نؤكد للإحتلال أنّ لا شيء سيضعف زوجة ووالدة الأسير والشهيد لأنّ إصرارها أقوى من اضطهاد الإحتلال".
فقرابة الساعة الثانية من فجر أمس الأول، اقتحمت البلدة قوّة كبيرة من جيش الإحتلال تضم أكثر من نحو 40 آلية عسكرية وجرّافة ضخمة عملت على مدار ساعتين على هدم المنزل المؤلف من طابقين بالكامل.
وخلال عملية الهدم وقعت مواجهات بين عشرات الشبان من قرية كوبر وقوّات الإحتلال، التي أطلقت باتجاههم قنابل الغاز والرصاص المعدني.