شدّد رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير على أن الكنيسة عبر تاريخها تعيش بالايمان والرجاء، ونحن لا شك نتمنى أن يكون المطرانان يوحنا إبراهيم، متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس، والمطران بولس يازجي، رئيس أساقفة حلب للروم الأرثوذكس على قيد الحياة، لكن لا أحد يمكن أن يجرّنا الى التعامل مع أحاديث يتم تناولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي بغياب القرائن والدلائل، خاصة وأن الجهة المخوّلة أن تتحدث بالملف هي قيادتهما، أي قداسة بطريرك كنيسة السريان الأرثوذكس اضافة وقداسة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسيّة.
وأشار نصير في حديث لـ"النشرة" الى أنه كرئيس للكنيسة الانجيلية في حلب، فهو لا يتعامل الا مع الجهات المحليّة الرسميّة والدستوريّة، مؤكدا أن لا تواصل مع "قوات سوريا الديمقراطيّة" التي لا نعرف أصلا متى وجدت وكيف، وقال: "هناك دول بأسرها جعلت قضية اختطاف المطرانين قضيتها، وبالتالي نتعجّب كيف لم تضع الجهات المسؤولة في "قسد" لاصرار هذه الدول على معرفة مصيرهما، ولصرختها المطالبة باطلاق سراحهما".
وأكد نصير أنه لم يسمع شيئا من الجهات الرسميّة السوريّة بخصوص المعطيات الأخيرة المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تفتقد الدليل والبرهان، مشدّدا على أنّ أكثر من تضرّر من عمليّة الخطف هذه هم أبناء سوريا الوطنيين والشرفاء وفي مقدمتهم الدولة السوريّة، التي لو كان لديها أيّ معلومة مؤكّدة في هذا المجال ما كانت لتتأخر عن الافصاح عنها.
وأوضح نصير أنه بعد نسب المعلومات عن كون المطران يوحنا ابراهيم حيا في الباغوز لراعي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في ألمانيا، خرج الأخير بعد مدّة قصيرة ليطلب سحب التصريح أو اعادة صياغته. وقال: "لو اصلا كان لدى الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسية معلومات مؤكدة لما كانت هي الأخرى قد تأخّرت بالافصاح عنها". وأضاف: "تخوفي ان يكون مجرد خبر تم تسريبه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بغياب الدليل، علما اننا نترجى أن يكون المطرانان بخير ونرفع الصلوات بشكل دائم لعودتهما سالمين".
وعن سبب ضخ هذه المعلومات في حال لم تكن صحيحة وغياب أي معطى بشأن المطرانين طوال الفترة الماضية، أجاب نصير: "القضية التي نحن بصددها في سوريا هي قضيّة صراع بين الخير والشر، وبالتالي من تبنّى الشر لا يمكن أن يجد تفسيرات لأنه بعمق نفسه شرير".
وتطرق نصير للوضع بسوريا بشكل عام وحلب بشكل خاص، فقال: "كلنا ايمان بأن الشر لا يمكن أن ينتصر وبأنّ الكلمة الفصل ستكون للقيامة. "داعش" ليس الا أداة وليس منظومة بحدّ ذاتها. قبله كان هناك "النصرة" وبعده "الزنكي" وغيرهم، لكن كلنا ثقة أن هذا الشر سينتهي".
وأشار نصير الى انه "بعد بسط الدولة السوريّة سيطرتها على كامل مدينة حلب، أصبح الوضع أفضل بكثير ممّا كان عليه، فالكهرباء والماء موجودان، لكن هناك تحدٍّ اقتصادي كبير وأوضاع معيشيّة صعبة في ظلّ الحصار المفروض على الشعب السوري". وختم "قد يكون مكتوب علينا أن نسير درب الآلام لكنه لا شك سينتهي بالقيامة".