رأى رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي أن "مصدر المشاكل الاوحد في لبنان يمكن اختصاره بكلمة الفساد، والفساد محمي في مظلة الطائفية والمذهبية والمحاصصات والهيمنة على السلطة وتعطيل مؤسسات الرقابة والتدخل في القضاء"، موضحاً ان "هذا الفساد هو الذي حول ولا يزال حياة اكثر من 90 في المئة من اللبنانيين وفي مقدمهم الموظفون والاساتذة الى سباق مع لقمة العيش والراتب، وهو الذي جعل لبنان دولة مفلسة في حين انها دولة منهوبة".
ولفت إلى أن "عيد المعلم هو عيد عالمي، ونحن في لبنان نحتفل به منذ عقود كثيرة، ولكن يبقى هذا العيد في بلدنا رمزيا ومعنويا، اذ لا يخفى عليكم وانتم من أهل البيت وأهل العيد ان المعلم في لبنان ينتمي الى الشرائح الإجتماعية المظلومة، وهذا الظلم هو سياق متبع رسميا ويكاد يكون نهجا للدولة، وها نحن نرى اليوم كيف ان التعليم الرسمي والمدارس الرسمية في حال من التراجع المستمر وكيف أن الأساتذة والمعلمات يضطرون للتظاهر في الشوارع لكي يطالبوا بحقوقهم المشروعة التي هي أصلا مجحفة وإن هذه الدولة نجحت للأسف في الترويج للتعليم الخاص والمدارس الخاصة وللجامعات الخاصة على حساب التعليم الرسمي والمدارس الرسمية والجامعات الرسمية، ويبدو أن القيمين على أمور الدولة لا يعترفون اصلا بالمدرسة الوطنية الجامعة لكل اللبنانيين من مختلف المشارب والطبقات والطوائف، وان هذه السمة للتعليم الوطني والرسمي هي فعليا أساس بناء العيش المشترك الحقيقي وأساس تخريج اجيال تقود لبنان الى المستقبل العصري بعيدا عن الطائفية والمذهبية، والأهم هي أساس إلغاء تعميم الجهل الذي حول الى استثمار في سوق السياسة والإنتخابات".
وأشار إلى "اننا نفتخر بقطاعنا التربوي في تيار الكرامة والذي يقدم المستطاع من خدمات تربوية للشرائح الفقيرة في كل مستويات التعليم، ولكننا ننحاز وعلنا الى دعم التعليم الرسمي والى تحصين المدارس والثانويات والمهنيات والجامعات الوطنية بكل ما يلزم لتكون المؤسسات الوطنية التي تتخرج منها أجيال المستقبل، وهو أمر نضعه في مقدمة أولوياتنا النضالية من أجل بناء لبنان الذي نستحقه ويستحقه ابناؤنا".
ولفت إلى "اننا كلنا نعرف بأن مصدر المشاكل الاوحد في لبنان يمكن اختصاره بكلمة الفساد، فالفساد المحمي في مظلة الطائفية والمذهبية والمحاصصات والهيمنة على السلطة وتعطيل مؤسسات الرقابة والتدخل في القضاء، هذا الفساد هو الذي حول ولا يزال حياة اكثر من 90 في المئة من اللبنانيين وفي مقدمهم الموظفون والاساتذة، الى سباق مع لقمة العيش والراتب الذي لا يكفي عشرة أيام، انه الفساد الذي جعل لبنان دولة مفلسة في حين انها دولة منهوبة. ومن الطبيعي ان يكون موقعنا جميعا في جبهة محاربة الفساد، ولم يبق سياسي في لبنان الا وأعلن انه ضد الفساد، وبالتالي فلا شيء يبرر عدم الانطلاق بخطوات جادة في المحاسبة من فوق الى تحت ومن تحت الى فوق لا فرق، وينبغي ان تكون كل ملفات الفساد مطروحة على الطاولة وامام الرأي العام وان تكون الكلمة الفصل للقضاء، والاهم ان نحرر محكمة القضاء، وما في حدا فوق راسو خيمة، لا رئيس ولا وزير ولا مدير ولا أي شخص تحمل مسؤولية في الدولة، فأهم صفة يتمتع بها المسؤول ان يكون جاهزا للمساءلة بدون ضجيج وبدون تحريض وبدون محاولة تملص من مسؤوليته عبر خلق مناخات متشنجة لن تقدم ولن تؤخر أمام كلمة القضاء، خصوصا ان الجميع طالب ان يكون القضاء هو الفيصل بين اللبنانيين، وعندما وصلت الامور الى القضاء بمعنى اصبحت جدية وليس فقط شعارات، وجدنا البعض يتلطى خلف طائفته وخلف مرجعيته المذهبية".
وأكد كرامي "انني لن أتطرق الى السياسة وشجونها والانتخابات وجنونها فلكل مقام مقال والمقام هنا أرفع وأسمى من الشجون والجنون الجاريين حاليا لان تأثير الفساد يطال كل الناس وكل شرائح المجتمع، كذلك الفقر لا يفرق بين طائفة واخرى وبين مذهب وآخر، وأكتفي بأن اجدد شكري لإدارة معهد راس نحاش الفني وأجدد تهنئتي للمكرمين عسى ان يصبح عيد المعلم بلبنان عيدا بكل معنى الكلمة".