أكد البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي أن "الحديث عن المسيحيين بالنسبة لنا لا يعني الحديث عن مصالحهم الخاصة وانما عن مصلحة لبنان والثقافة والحضارة اللبنانية وهذا ما يجعل لبنان فريدا بين دول المنطقة والثقافة المسيحية تعني الإنفتاح على الآخر والعيش معه انه التعايش معا مسلمين ومسيحيين ضد الآحادية والإحترام متبادل بين كل الأطراف وهذه هي الموزاييك اللبنانية الرائعة".
وخلال استقبالع وفد برلماني فرنسي نقل تحيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برئاسة النائب غواندال رويار وعضوية النواب مارتين وونر، مارك لوفور وجان كلود بوشيه، رأى أن "على الاسرة الدولية العمل بجدية لحل مسألة النازحين السوريين وتسهيل عودتهم الآمنة الى بلادهم لافتا الى ان هذه العودة قد تتم على مراحل اذا ما كانت الحجة تسوية اوضاع بعض النازحين ولكن من الضروري جدا عودتهم الى بلادهم نظرا للعبء الكبير الذي بات لبنان يرزح تحته نتيجة تداعيات هذا النزوح ومنها هجرة الشباب اللبناني فقدان فرص العمل والازمة الإقتصادية الخانقة والبنى التحتية غير المجهزة لإستيعاب نصف عدد سكان لبنان من النازحين".
وحذر الراعي من" تكرار السيناريو الذي حصل نتيجة اللجوء الفلسطيني وما نتج عنه من حرب مدمرة للبنان، متسائلا اين هو الحل الذي اوجدته الأسرة الدولية لهم واين حقهم بالعودة التي ينتظرونها منذ 71 سنة؟ لذلك نحن نطالب الدول ولا سيما فرنسا نظرا لعلاقتها العريقة بلبنان المساعدة لإيجاد حل لمسألة النازحين كي لا يكون لبنان هو الضحية اذ انه لا يجوز لبلد استقبل عددا كبيرا من النازحين بكل محبة وانسانية ان يدفع ثمن حروب الآخرين على ارضه".
وإستقبل الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، سفير الأرجنتين في لبنان موريسيو اليس الذي اشار الى "التطرق الى عدد من النقاط في خلال اللقاء ولا سيما في ما يتعلق بالحضور المسيحي في الشرق الاوسط، وكان تبادل لوجهات النظر حول هذا الموضوع. كما بحثنا في الوضع الديني الراهن في لبنان وضرورة الحفاظ على احترام الاديان لبعضها البعض وهو من اهم الميزات الخاصة بلبنان".
والتقى الراعي وفد المجلس الوطني للخدمة الإجتماعية في لبنان برئاسة سلوى الزعتري التي أكدت أن "المجلس الوطني للخدمة الاجتماعية يلتقي مع قناعاتكم الكريمة الفاضلة هذه، إذ أنه يوظّف كلَّ ما أوتي من طاقات بشريةٍ وعلميةٍ وتخصصية، وإمكاناتٍ وخبراتٍ في سبيل إحقاق الحقوق لأصحابها. وإننا كممثلين للجمعيات والمؤسسات الأعضاء نؤكد حرصنا على حمل الأمانة التي أوكلت إلينا بشراكةٍ مع الدولة متمثلةً بوزارة الشؤون الاجتماعية، تجاه أفراد المجتمع من الفقراء والأيتام والمستضعفين، وكبار السن والأشخاص المعوقين والمدمنين. والبالغ عددهم خمسة وأربعون ألف مسعفٍ، يقوم على خدمتهم خمسةٌ وعشرون ألف عامل متخصصون في كافة المجالات، لنقومَ بدورنا دون توقفٍ أو توانٍ في السلم كما في الحرب".
وشكر الراعي المؤسسات الإجتماعية والتقنية على "ما تقوم به من اعمال انسانية منذ سنين طويلة،" مثنيا على "مبادئها المتمثلة باعتبار الإنسان هو الاغلى في الوطن"، معرباً عن أسفه لتقليص المساعدات المخصصة لهذه المؤسسات نتيجة توزيعها على النازحين السوريين. وأكد أن "ثقافة الشعوب وحضارتها تقرأ من خلال نظرتها ومعاملتها لليتيم والفقير والمعوز واصحاب الإحتياجات الخاصة، لذلك يجب دعم هذه المؤسسات التي تعنى بالتقديمات الإنسانية من دون تفرقة ورفع موازنة وزارة الشؤون الإجتماعية المعنية بدورها بهذه المهمة".
كما استقبل البطريرك الراعي الوزير السابق إبراهيم الضاهر.