أعتبر وزير البيئة فادي جريصاتي "أن لبنان يواجه تحديات أساسية في استدامته البيئية، ويتفاقم وضعنا البيئي بشكل كبير بسبب تأثير الأزمة السورية على بيئتنا، في ضوء وجود 1.5 مليون نازح من سوريا، الذين يضافون إلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. بينما أتحدث ، يشكل هؤلاء النازحون في لبنان أكثر من 30٪ من سكان لبنان ويصنّف لبنان الآن كبلد به أكبر عدد من النازحين لكل ساكن في العالم". وقال " في حين أظهر لبنان تضامناً استثنائياً في ما يتعلق بهذه الأزمة ، إلا أن هذا قد حقّق تكلفة عالية على جميع المستويات ، بما في ذلك التأثير البيئي الكبير ، حيث امتد في بنيتنا التحتية وأدى إلى تلوث واسع النطاق لمواردنا المائية والهوائية والبرية".
واشار وزير البيئة في كلمة امام الدورة الرابعة لجمعية الامم المتحدة للبيئة UNEA المنعقدة في نيروبي، الى انه "على الرغم من هذه التحديات، أظهر لبنان التزامه بالاتفاقيات البيئية الدولية ووضع استراتيجية بشأن إدارة الموارد الطبيعية وحمايتها. تضمّنت العديد من التشريعات والسياسات والاستراتيجيات الوطنية والقطاعية في لبنان مبادئ الاستدامة تماشياً مع التزامات البلد بموجب المعاهدات والبروتوكولات والاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف. لهذا الغرض ، يدعو لبنان UNEA 4 إلى تعزيز تنفيذ القرارات المتخذة في دوراته السابقة ، مثل قرار UNEA 2 15 الصادر في 4 أب 2016 ، بشأن "حماية البيئة في المناطق المتأثرة بالنزاع المسلح". ويودّ لبنان أيضًا أن يدعو الى مشاركة الأمم المتحدة للبيئة على مستوى جميع مجالات عملها ، ليس فقط لدعم لبنان في بناء القدرة على الصمود في وجه الأزمة الحالية ولكن أيضًا لدمج الاعتبارات البيئية والاستدامة الطويلة الأجل على مستوى الجميع المواضيع البيئية في إطار ولايتها.
وحث جريصاتي "UNEA" على تكرار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 73/224 الذي تم تبنّيه في 20 كانون الاول 2018 بشأن "بقعة الزيت على الشواطئ اللبنانية" التي تطلب من حكومة إسرائيل تحمّل مسؤولية التعويض لحكومة لبنان عن الأضرار الناجمة عن البقعة النفطية الناتجة عن التسرب النفطي خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 والتي قدرت بمبلغ 856.4 مليون دولار أميركي ".
على صعيد آخر، أجرى وزير البيئة مشاورات مع المجموعة العربية المشاركة في جمعية الامم المتحدة للبيئة ونوّه بالجهود التي بذلها الممثل الاقليمي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة ومدير مكتب غرب آسيا سامي ديماسي لانجاح هذه المشاورات ودوره على صعيد الدعم الذي قدّمه البرنامج للمشاريع البيئية في لبنان سابقاً والذي سيقدمه في المستقبل القريب.