لفتت ممثلة المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، الى أنه "بعد مرور السنوات الوضع لا يزال هشا في لبنان رغم أنه حصل على الكثير من التمويل وحققت الانجازات لكنه لم يكن كافيا لتقليص الإحتياجات المتزايدة خصوصا أن ثلث العائلات النازحة دون خط الفقر ويعيشون بظروف صعبة، ودين متزايد وثغرات على مستوى التعليم. فحوالي ثلث الأطفال و80 في المئة من المراهقين خارج المدرسة، وهذه إشارة تدل على أن الوضع صعب وعلى عدم إندماج النازحين".
وأكدت جيرار في كلمة لها خلال "مؤتمر لبنان والنازحون من سوريا"، أن "الإقتصاد اللبناني أًيب بشكل سلبي جدا والفئات السكانية الفقيرة تعاني وكل ذلك يزيد من التوترات بسبب إستمرار تواجد النازحين وهناك شعور بأن لبنان على كافة الإنهيار"، جازمة أن "أي دولة كانت لتعاني من هذه الظروف لو كانت في كان لبنان".
وأشارت الى أنه "رغم ذلك الكثير تم انجازه وتمكنا من تأمين الغذاء والخدمات الصحية والتضامن، واستقبل العديد من المواطنين بكرم النازحين في بيوتهم بسبب العواصف وأحوال الطقس الأخيرة"، مضيفة: "بالنسبة لمستقبل النازحين هناك مثلا امورا إيجابية مثل برنامج التعليم للجميع وبرنامج الدوام الثاني التي تشكل دروسا مهمة".
وشددت جيرار على "أننا لا نطلب من لبنان الاستدانة من أجل النازجين بل من أجل اللبنانيين"، موضحة أن "الدعم على شكل قروض من أجل الدعم التربوي ومن أجل فصل الشتاء والجهات المانحة تستمر بتقديم الدعم لتخفيف كلفة وجود النازحين على الدول المضيفة".
وذكرت أن "هناك جدلا قائما حول البيئة وهي مسألة جدية جدا بالنسبة للبنان، مما يؤدي لزيادة التوتر وهناك شعورا بأن النازجين أحد أهم مصادر التلويث ولكن 20 في المئة من النازحين يعيشون في مخميات في مناطق ريفية ووفقا لتدابير مع أصحاب الاراضي مقابل بدل مادي. أما جمعيات الاغاثة فتحاول تقديم ما يلزم، لكن ليس جميع النازجين ربما يحترومن البيئة لأسباب مختلفة، ونحن نحتاج للمزيد لتخفيف التوتر وأصحاب الاراضي يجب أن يوفروا الخدمات الصحية الاساسية، والمؤسسات الدولية يجب أن تستمر في دعمها"، معتبرة أنه "لكي تكون المساعدة فعالة يجب أن يسمح لهم بإقامة منشآت محسنة واكثر فعالية ومؤقتة يمكن انتزاعها عندما يغادر النازحون".
ولفتت جيرار الى أنه "يجب رفع التوعية بالنسبة لإدارة النفايات الصلبة وهكذا نوفر بيئة أفضل للجميع"، مشيرة الى "أننا نعمل مع سوريا والفاعلين الدولين لمعالجة المسائل الأمنية والسلامة الشخصية والنظافة ولوصول المساعدات الانسانية للنازحين وهذا عنصرا اضافيا من عناصر الثقة التي تشجع النازحين على العودة"، مشددة على "أننا يجب أن نستمر في تعزيز كرامة النازحين وتأمين التعايش السلمي وكل ذلك يجب أن يحصل بما هو مصلحة الجميع وليس على حساب الآخرين".