اشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى انه لو يصلي السياسيون عندنا إلى الله صلاة صادرة من القلب، ويستلهمونه في أقوالهم وأفعالهم وممارسة مسؤولياتهم، لكانت البلاد على غير ما هي اليوم من تراجع إقتصادي، وفقر مادي، وفوضى في الحكم، وإهمال للخير العام ولمصالح الشعب. ولو يصلون حقا إلى الله، ويصغون إلى نداءاته في ضميرهم ومن خلال حاجات الشعب والبلاد، ويستلهمونه، لوجدوا مخارج للأزمات السياسية والإقتصادية والإنمائية، ووحدوا الرؤية والقرار، وباشروا إلى العمل بدلا من المناكفات والخلافات والنزاعات والإنقسامات حول أبسط الأمور على حساب الوطن والشعب. هذه النزاعات والإنقسامات تعيدنا إلى ماض ظنناه قد انطوى بصفحاته السود.
ولفت الراعي خلال قداس إحتفالي دعا إليه معهد القديس يوسف في عينطورة بمناسبة عيد شفيعه، الى ان بيتنا الوطني المشترك أمام تحديات كبيرة تمس كيانه ومستقبله، أهمها: الأزمة الإقتصادية والمالية الآخذة في الخطورة، وقضية عودة الإخوة السوريين النازحين إلى بلادهم وقد أصبح وجودهم، لأجل غير معروف كما هو ظاهر، أكثر تهديدا إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا وأمنيا، والفقر المتزايد في صفوف الشعب مع تنامي حالات البطالة، وهجرة الشبيبة وخيرة قوى الوطن الحية إلى عوالم أخرى تضمن لهم مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم. ونكل إلى حمايته كل عائلة مسيحية لكي تظل شعلة الإيمان حية فيها، فتحافظ على كيانها ككنيسة بيتية تصلي وتعلم الصلاة، وكمكان لتجليات إرادة الله وتحقيق تصميمه الخلاصي.