اشارت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية الى انه وفقًا لسجلات الاتّصالات الجوية، أبلغ قائد الطائرة التابعة لشركة "الخطوط الجويّة الإثيوبيّة" التي تحطمت قبل أيام وتسبّبت بمقتل 157 شخصاً، عن وجود مشكلة في نظام "التحكّم بالطائرة" بعد دقيقة واحدة من إقلاعها.
وذكر تقرير صادر عن وسائل الإعلام الأميركيّة أنّ المراقبين لاحظوا أيضاً أن طائرة "بوينغ 737 ماكس" 737 Max كانت تتحرك مئات الأقدام صعوداً وهبوطاً، وخافوا من وجود خطأ ما. وبحسب مصدر مجهول تحدّث إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، بعد ثلاث دقائق من انطلاق الرحلة، أرسل الطيار يارد جيتاتشو رسالة أخرى إلى مراقبي الحركة الجوية يطلب فيها إذناً للعودة إلى المطار. ووفق التقارير، خاطب الطيّار المراقبين بصوت يشوبه القلق: "إنتباه! إنتباه! نطلب العودة إلى المطار...الرجاء إعطائي التعليمات من أجل هبوط آمن". وفي هذه المرحلة، أدرك المراقبون أنّ الطائرة كانت تحلّق بسرعة فائقة غير عاديّة.
وبعد خمس دقائق من إقلاع الطائرة، فقد المراقبون كل اتّصال معها، بحسب تقرير لصحيفة "تايمز". وتحطّمت الطائرة بالقرب من أديس أبابا بعد ست دقائق من مغادرتها المطار، ما أسفر عن مقتل جميع ركّابها. ووفقًا للشخص الذي شاهد الاتصالات، توجّس مراقبو الحركة الجويّة من وجودَ حال طوارئ قبل تلقيهم الرسالة الأولى. واستعاد المحققون الذين يحاولون تحديد سبب التحطم، الصندوقين الأسودين اللذين يحتويان على مزيد من المعلومات حول اللحظات الأخيرة من الرحلة. ويوم الخميس الفائت، وصلت مسجّلات بيانات الرحلة الجوية إلى فرنسا كي يجري تحليلها.
والجدير بالذكر أنّ بلداناً حول العالم منعت تحليق طائرات "بوينغ ماكس 737" أثناء إجراء التحقيق. وأعلن المسؤولون التنفيذيّون في شركة "بوينغ" أنهم أوقفوا مؤقتاً تسليم طائرات من الطراز المذكور، على الرغم من أنّ الشركة خطّطت لمواصلة تصنيعها، فيما عملت على تقييم التأثير السلبي لمنع التحليق على الإنتاج.
عندما أمرت "إدارة الطيران الفيدراليّة الأميركيّة" منع تحليق الطائرات يوم الأربعاء الفائت، أوردت أنّ الهيئات التنظيميّة تملك أدلة جديدة حصلت عليها عبر الأقمار الصناعيّة، تظهر أنّ حركة طيران الرحلة رقم 302 التابعة لـ"الخطوط الجويّة الإثيوبيّة" كانت مماثلة لحركة طيران الرحلة 610 التابعة لشركة "ليون إير". وتحطّمت الطائرة الأخيرة في بحر "جاوا" قبالة إندونيسيا في تشرين الاول العام الماضي، ما أسفر عن مقتل 189 شخصاً.