لفت راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج في مؤتمر صحافي مع مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، تحدثوا خلاله عن "مزار أم النور – عين إبل، من المرتجى إلى الواقع"، أهميته وأبعاده الروحيّة والدينيّة والتاريخيّة والتنمويّة والوطنيّة إلى "اننا "نُطل عليكم أيها الأحباء عبر وسائل التواصل ومن المركز الكاثوليكي للإعلام مشكوراً، وسعيٍ من مؤسسة النورج المحبّة، لنحييكم في هذا الصوم المبارك، ونؤكد مجدّداً على امتناننا العميق لكل من ساهم معنا في تشييد "مزار أم النور" في بلدة عين إبل الحدودية، ولنطلعكم على المراحل التي قطعها البناء، ولنذكركم أيضاً ومجدداً، وأنتم في غمرة همومكم واهتمامكم، بأهمية هذا المزار وبأبعاده الروحيّة والدينيّة والتاريخيّة والتنمويّة والوطنيّة".
وأشار إلى أن "يكتسب مزار العذراء أم النور أهميتًه، من موقعه الجغرافي أولاً في الجنوب ومن أبعاده التاريخيّة المرتبطة بقدسية الأرض التي سار عليها السيد المسيح إبان حياته الزمنيّة. صحيح أن الإنجيل يتكلم خاصة عن صور وصيدا المدينتين الأشهر على أيام السيد المسيح، ولكن ليصل إلى هاتين المدينتين كان لا بُدّ من اجتياز التجمعات السكنية والدساكر اللبنانية، وعلى الطرق المتاحة في تلك الأيام، والتي تمر حتماً بعين إبل، وغيرها في الجنوب اللبناني والتي هي الأقرب إلى الناصرة حيث عاش السيد في المرحلة الأولى من بشارته. وفي عين إبل تقليد قديم جداً في تكريم العذراء، حتى أن سكان الجليل الأوسط، كانوا يقصدون هذه البلدة ليكرموا مريم في القرون الماضية بمناسبة عيدها في 15 آب".
أضاف "أما في أيامنا هذه فسيكون للمزار أهمية روحية كبرى لانه سيكون واحة صلاة وعبادة وهدوء. كما نأمل أن يجتمع حول العذراء مريم، في أخّوة وسلام جميع اللبنانيين من مسلمين ومسيحيين، ليتحدوا هنا في قلب واحد، مترفعين عن الشهوة والدنايا مسلّمين حياتهم ونواياهم الصادقة لإله السماء والأرض، ليتمكنوا من متابعة الحياة سوية في بناء وطن صعب يتطلب منا جميعاً التضحية في سبيله لنكون، على قدر المسؤولية الحضارية الكبرى الملقاءة على عاتقنا وهي أن نتجذر أعمق في أرضنا وأن نحمل مسؤولية العيش معاً والإطلالة على العالم برسالة فريدة من نوعها"، مشيراً إلى أن "رسالة لقاء المسيحيين والمسلمين المتآلفين، المتناغمين المحبّين والعاملين سوية لكرامة الإنسان وعزة الأوطان وقد استمدوا من السيدة العذراء التي كنا السباقين في العالم للإلتقاء حولها في عيد بشارتها في 25 آذار والتشبه بإيمانها الصافي بالله وبطاعنه والعمل بإرادته والدخول في مخططه الخلاصي ومقاصده الإلهية."
تابع "وللمكان أيضاً بعد تنموي فعلى أرض مقدسة ولكنها منسية وفي عتمة الإهمال الخدماتي سيعود "مزار أم النور" ليسلط الأضواء على ضرورة إنعاش عين إبل والمنطقة والتهيئة لكل البنى والمرافق لاستيعاب الزائرين، ولإيجاد فرص عمل ولمساعدة الأهالي في البقاء على أرضهم والعيش هنا في كرامة، سيما وأن المزار سيكون محطة أساسية على المشروع الديني السياحي "درب المسيح" الذي سيعلن عنه في القريب العاجل."
أضاف "الكرام الأعزاء، أوّد أن أنهي هذه العجالة بكلمات بولس الرسول التي قرئت علينا البارحة في قداس ثلاثاء الأسبوع الثالث من الصوم: "ونريد أيها الأخوة، أن نخبركم بما فعلته نعمة الله في كنائس مكدونية. فهم مع كثرة المصاعب (...) فرحوا فرحاً عظيماً وتحوّل فقرهم الشديد إلى غنىً، بسخائهم. وأشهد أنهم أعطوا على قدر طاقتهم، بل فوق طاقتهم، ومن تلقاءِ أنفسهم، وألحّوا علينا أن نمّن عليهم بالإشتراك في إعانة الأخوة..." (2 كو 8/1-4)."
وختم "دعوا أيها الأحباء نعمة الله تغنيكم بعطآتكم في هذا الصوم، ففي العطاء فرح لا يقدر، وفي التضامن تبنى الأوطان ويصبح ملكوت الله، حاضراً فيما بيننا. والسلام."
من حهته، أشار أبو كسم إلى "اننا نلتقي للمرة الثانية في رحاب هذا المركز لنطلع اللبنانيين على ما أنجزته بلدة عين إبل من المعلمِ الديني المنوي إنجازه، تكريماً لأمنا مريم العذراء، التي قدّست أقدامها تراب الجنوب، فجعلت من هذا التراب منبتاً للمحبة والتآخي على مساحة الوطن"، مشيراً إلى أنه "بالأمس القريب، أطلق سيادة راعي الأبرشية المطران شكرالله نبيل الحاج المشروع، مع رئيس بلدية عين إبل السيد عماد اللوس، وأعضاء المجلس البلدي، وأبناء البلدة، وكان لمؤسسة النورج التي يرأسها الدكتور فؤاد أبو ناضر، دور المنشط والمتابع والمشجع، أيماناً منهم جميعاً، أن الموارنة الأقحاح، مسيحيي الأطراف، هم من يشكلون السياج الشائك على حدود الوطن من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه".
أضاف "نعم هذا الوجود المسيحي المنفتح على كل أبناء الوطن هو الذي دفع بهذا المشروع قدماً وقد أنجز منه الجزء الأول بفضل أيادٍ حملت فلس الأرملة من جهة ومحبة المحسنين من جهة أخرى، أما اليوم فإننا نطلق الصرخة مجدداً إلى كل اللبنانيين المخلصين والمحبين لأرضهم ووطنهم ونقول لهم نتطلع وإياكم إلى إنجاز المرحلة التالية، فعذراء عين إبل هي العين الحارسة لكل الوطن".