أكّد المدير العام للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني سامي علوية، "أن المقاربة الجديدة لمشكلة تلوث نهر الليطاني أدت الى بروز دور المصلحة اكثر مما مضى، ولكن ثمة امور في الماضي كانت تحول دون قيام المصلحة بواجباتها مثل مسألة الشغور في مجلس ادارتها حتى العام 2018 ، والتي لم تسمح للمصلحة بالقيام بعملها في قسم العلاقات العامة، المهم جدا للاضاءة على سير العمل في المصلحة، فضلا عن ان القانون حول رفع التلوث عن الليطاني ساعدنا لنقوم بدورنا في رفع التلوث عن النهر"، مضيفا ان "التبدل حصل ايضا بالذهنيات بعد ان وصلت مسألة تلوث النهر الى الكارثة، فاتخذ القرار ان لم يعد جائزا غض النظر عن الملوثين والتغطية على مخالفاتهم، ونحن في المصلحة قررنا بكل بساطة، تطبيق القانون".
وكشف علوية في حديث اذاعي، ان "مشكلة تلوث الليطاني بدأت ملامحها الاولى تظهر في العام 1994، بسبب عدم تأمين مخارج آمنة لشبكات الصرف الصحي في البلدات على ضفتي نهر الليطاني، وأتى تمويل محطات التكرير لمياه الصرف الصحي بعد 15 سنة، كانت تصب فيها المياه غير المعالجة هذه في الانهر والبحار، بالاضافة الى اعطاء التراخيص الاستثنائية للمصانع، بلا ضوابط بيئية، ما احدث فوضى في موضوع الصرف الصحي والمخلفات الصناعية، واوصل الليطاني الى هذه الدرجة من الخطورة،"، وشدّد على ان اليوم تحولت الاعتمادات في ال 2017 وال 2018 الى المصلحة والامور تتقدم من خلال تطبيق القوانين،" وفي ما خص تاثير النزوح السوري على تلويث النهر، اكد "ان لا يجب انكار هذه المشكلة وبعيدا من العنصرية" كاشفا ان "هناك 70 الف نازوح سوري قاطنين على جوانب النهر ومربوطين بشبكات صرف صحي تحول مليوني متر مكعب في السنة من الصرف الصحي الى مجرى النهر فضلا عما يخلفه النازحين وراءهم من نفايات صلبة ترمى في النهر،" موضحا ان بات هناك طلب مرتفع على المياه ما خلق صراعاً مع اللبنانيين في المناطق التي لا تتوفر فيها المياه، فيما احدث النزوح مشكلة تلوث في المناطق التي تتوفر فيها المياه.".
وأعلن علوية ان "نحن توجهنا بكتب للمحافظين لازالة التعديات عن مصادر المياه في لبنان، المخصصة للشرب كما السقي الزراعي، ونحن امام مجتمع موبوء اليوم بسبب سوء ادارة ملف تلويث النازحين لمصادر المياه، وتأخذ مصلحة الليطاني الاجراءات لازالة التعديات على الاملاك التابعة للمصلحة،" مؤكدا ان "نجحنا في ازالة تجمعات النازحين الكبيرة في منطقة الجنوب ورفعنا التعديات عن أملاك المصلحة،" وختم بالتأكيد ان يعمل اليوم على حل المشكلة نهائيا من خلال السعي الى ابعاد النازحين 200 متر على الاقل، عن مجرى نهر الليطاني".