لم يخرج قادة الكيان "الإسرائيلي" بعد من صدمة "رسالة" صاروخَي تل ابيب ليل الخميس الماضي، حتى لحقتها أخرى لا تقلّ وقعا عبر عمليّة "سلفيت" غير العاديّة في توقيتها ومكانها ورسائلها وطريقة تنفيذها، والتي أفضت حصيلتها حتى الآن الى مصرع 4 قتلى "اسرائيليّين" بوفاة حاخام متأثّرا بجروحه البليغة، وحيث من المُرجّح ان يرتفع العدد جرّاء وضع آخرين من المصابين في خانة "الميؤوس من حالاتهم".. وفيما استنفرت أجهزة تل ابيب الأمنيّة والإستخباريّة لتشفير رسائل وتداعيات خطورة الحادثتَين سيّما على ابواب الإنتخابات "الإسرائيليّة" المُرتقبة، أتت "الصّدمة" التالية سريعا من دمشق، عبر مشهد ظهور عسكري على أعلى المستويات، تمثّل باجتماع رؤساء أركان جيوش ايران والعراق وسورية في قمّة عسكريّة هي الأولى من نوعها، حملت رسائل ناريّة الى واشنطن وأداتها الميدانيّة "قسد" في شرق الفرات، وتل ابيب وأنقرة على وجه التحديد.. "وعلى من يعنيهم الأمر" انتظار معركتين "من العيار الثقيل" في الشرق السوري اولا، وتاليا في ادلب، خُصّص آلاف الجنود من الدّول الثلاث لخوضهما سويّة"- حسب اشارة مصدر عسكري عراقي،.."وعليه، بات القادة الميدانيّون بانتظار اطلاق شارة بدء المنازلة الأولى بعد ترتيب وتنسيق كل تفاصيل الخطط العسكريّة التي وُضعت على طاولة المُجتمعين العسكريين، مع وزير الدّفاع الرّوسي سيرغي شويغو" الذي حطّ سريعا وبشكل مفاجئ في دمشق أوّل أمس الثلاثاء للقاء الرئيس السوري وتسليمه رسالة من الرئيس بوتين.
بدا واضحا انّ ثلاثيّ محور المقاومة آثر اجتماع رؤساء اركان جيوشه في دمشق ردّا على النشاط العسكري الأميركي "المُريب" بين سورية والعراق والذي تزامن مع نشر منظومة "ثاد" الأميركية لأوّل مرّة في الكيان"الإسرائيلي"، وعلى وقع "المسرحيّة" الأميركية التي تخوضها واشنطن عبر وكلائها في ميليشيا "قسد" في منطقة الباغوز الحدوديّة، حيث نقلت ما يقرب الف عنصر "داعشي" الى العراق " سيُستخدمون لاستهداف الفصائل المسلّحة العراقيّة المناوئة لاميركا "واسرائيل"- وفق ما ذكر موقع ديبكا الإستخباري العبري، والذي كشف اوائل الشهر الجاري، انّ القوات الأميركية المتواجدة في الخليج وجنوب اوروبا -خاصة في قواعدها العسكرية في كلّ من رومانيا وبلغاريا، ستتوجّه الى العراق للإنضمام الى تعزيزات عسكرية اميركية، وستكون جاهزة للهجوم على قوّات الحشد الشعبي العراقي والفصائل العراقية الأخرى "الموالية لإيران".. "والا، فإنّ القواعد العسكرية الأميركية بالقرب من الحدود السورية ستكون معرّضة للخطر"-حسب اشارة الموقع العبري.
وبموازاة اهميّة الرّد الذي اتى على لسان رئيس اركان الجيش العراقي خلال الإجتماع العسكري الثلاثي في دمشق، مُعلنا " انّ الأيام القليلة المقبلة ستشهد فتح المنفذ الحدودي مع سورية"، خصوصا انّ هذا الإعلان خُرق بجولة ميدانيّة بدت لافتة لرئيس اركان الجيش الإيراني في منطقة شرق الفرات خصوصا البوكمال الحدودية - ما يؤشّر بحسب خبراء عسكريّين الى قرب انطلاق معارك تحرير الشرق السوري، جاء التصريح الهام على لسان وزيرالدفاع السوري وما حمله من "انذار" علني صريح وغير مسبوق لقادة ميليشيا "قسد" بالتعامل معها بالقوّة الناريّة لتحرير الأرض اذا لم تُفلح المفاوضات..
تهديد يأتي وسط تواتر انباء عن قرب اعلان الإنفصاليين الأكراد لحدث تقسيمي خطير في الشرق السوري يلي اسدال الستارة على مسرحيّة تحرير منطقة الباغوز. وسُرّبت معلومات عن اجتماع سرّي عُقد في اربيل العراقيّة اواخر الشهر الماضي ضمّ قادة من الإنفصاليين بحضور ضبّاط اميركيين واسرائيليين.
رغم سرّية الخطط العسكرية،الا انّ تحليل كامل مشهد الإجتماع العسكري الثلاثي التاريخي في دمشق في هذا التوقيت تحديدا، ومن أبرز عناوينه التنسيق المشترك في مكافحة الإرهاب، ومطالبة القوات المحتلة التي دخلت الى سورية دون اذن السلطات السوريّة بالمغادرة سيّما في شرق الفرات وإدلب.. كلّ ذلك يُدلّل على مشهد جديد قادم في شمال وشرق سورية.
ثمّة تقارير صحافيّة مواكبة أجمعت على انّ هناك ما يؤشّر الى انّ ساعة صفر انطلاق معركة حاسمة يقودها الجيش السوري وحلفاؤه ضدّ ميليشيا "قسد" قد حُدّدت "وباتت وشيكة"، سيّما بعد ردّ ما يُسمى "مكتب الدفاع في الإدارة الذّاتيّة الكرديّة" على تصريح وزير الدفاع السوري، والذي حمل تهديدا مضادّا "بعدم التهاون في الدفاع المشروع عن الحقوق والمكتسبات التي تمّ تحقيقها شمال وشرق سورية".
ويبدو انّ رزمة المفاجآت التي على الميليشيا الإنفصاليّة توقّعها في ايّ لحظة، ستطرق ابواب الداخل "الإسرائيلي" مجددا في المدى المنظور، وقد تتجاوز بمضمونها خطورة وصول الصاروخين الى تل ابيب وعمليّة سلفيت، على وقع قرقعة السيوف الأميركية من خلال جولة مايك مومبيو التصعيديّة في المنطقة ضدّ ايران وفصائل المقاومة تحديدا حزب الله- حسبما حذّر احد المحلّلين العسكريّين "الإسرائيليّين"، في حديثه الى قناة "كان" العبريّة، ناقلا عن مسؤول "اسرائيلي" وصفه ب "رفيع المستوى"، تحذيرا جدّيا من ان تأتي احدى المفاجآت القادمة من أجواء الجولان، ردّا على عزم "اسرائيل" انتزاع "شرعيّة" دوليّة بسيادتها على الهضبة، ويتمثّل بإسقاط مقاتلة "اسرائيليّة".. مع أسر طيّاريها هذه المرّة!