شدّد رئيس "الحزب السوري القومي الإجتماعي" حنا الناشف، خلال لقائه المبعوث الشخصي للرئيس الروسي نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي أندريه سلوتسكي، على أنّ "الحرب الارهابية الكونية على سوريا جاءت في سياق مشاريع وخطط الهيمنة الأميركية- الغربية على المنطقة والعالم".
ولفت إلى أنّ "انطلاقًا من فهمنا لطبيعة الحرب على سوريا، وبأنّها ترمي إلى القضاء على دول وقوى المقاومة وتصفية المسألة الفلسطينية، انخرطنا كحزب إلى جانب الجيش السوري والقوى الحيلفة، في معركة مواجهة الإرهاب على الأراضي السورية، وكان للدعم الروسي دور كبير في تحقيق الإنجازات العسكرية"، موضحًا أنّ "دورنا لا يقتصر على مواجهة الإرهاب بل يتعدّاه إلى العمل من أجل تحصين وحدة المجتمع، ونحن حزب علماني ونؤدّي دورًا أساسيًّا في هذا المجال.
وتطرّق اللقاء إلى موضوع النازحين السوريين، حيث شدّد أعضاء الوفد القومي، على "أهمية المبادرة الروسية لعودة النازحين، كونها تلتقي بأهدافها مع مبادرة الحزب، وقد جرى في أكثر من لقاء سابق التأكيد على الهدف المشترك بمنع القوى التي تآمرت على سوريا من تحقيق أهدافها عبر استغلال ملف النازحين".
وأشار الوفد إلى "معاناة النازحين على الصعد كافّة، وبأنّ إنقاذهم من هذه المعاناة القاسية يتمّ عن طريق العودة إلى بيوتهم وقراهم، وهذا يستلزم تنسيقًا بين الحكومتين السورية واللبنانية، وعلى الحكومة اللبنانية أن تبادر إلى هذا التنسيق".
من جهته، ثمّن بوغدانوف مواقف "القومي" وأشاد بـ"دوره البناء وحضوره الوازن والمتجذّر"، منوّهًا إلى أنّ "بلاده مهتمّة بالوقوف على رأي "الحزب القومي" بخصوص العملية السياسية". أمّا سلوتسكي فطرح إمكانية التعاون بين البرلمانيين الروس وكتلة نواب "الحزب القومي" مع مجموعة من الكفاءات وأصحاب الاختصاص.
وأكّد بوغدانوف وسلوتسكي "الموقف الروسي الحاسم لجهة دعم الدولة السورية من أجل تثبيت سيادتها على كامل الأرض السورية، وبأنّ هذا الدعم يضع في سلم الأولويات استعادة محافظة إدلب إلى كنف الدولة السورية". وإذ شكّكا بالإعلان الأميركي عن الانسحاب من سوريا، بيّنا أنّ "الدولة السورية تعتبر أي قوات أجنبية في سورية من دون موافقتها هي قوات احتلال".
وأعلنا كذلك "حرص بلادهما على إتمام عودة النازحين، وأن تلعب الدول المضيفة دورًا في تسهيل هذه العودة". ووجدا أنّ "هناك أهمية اقتصادية كبرى لفتح المعابر الحدودية بين سوريا من جهة والعراق والأردن من جهة أُخرى".
من جهة ثانية، التقى الناشف بحضور عبيد والأحمد في العاصمة موسكو، رئيس معهد الاستشراق لدى أكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين، وتمّ البحث في القضايا المشتركة الّتي تهمّ العلاقات بين روسيا ولبنان، وبين روسيا من جهة و"الحزب السوري" من جهة أخرى.
وقدّم الناشف خلال اللقاء عرضًا للأوضاع العامة والتطورات في المنطقة، مركّزًا على أنّ "الدول الّتي ترعى الإرهاب وفي مقدّمها الولايات المتحدة الأميركية، تمارس أقصى الضغوط وعلى المستويات كافّة ضد دول المنطقة وقواها الحيّة، وتسعى لفرض النفوذ والهيمنة، من خلال الحصار والعقوبات وعرقلة كلّ الخطوات المؤدية للحلول، لا سيما عودة النازحين السوريين إلى بيوتهم وقراهم".
وأكّد الناشف والوفد القومي، "موقف دول وقوى المقاومة الحاسم بشأن مكافحة الارهاب ووأده، والتصدي لمشاريع التفتيت والتقسيم والتهديدات الغربية والإسرائيلية"، مشدّدًا على "أهمية الدعم الّذي تقدّمه روسيا وإيران والدول الصديقة لسورية في معركتها ضدّ الإرهاب، وكذلك أهمية تأطير الدعم السياسي، ليشمل كلّ الجبهات الّتي فتحتها أميركا ضدّ المنطقة والعالم العربي".
من جهته، عرض نعومكين للواقع ومسار العملية السياسية، والتحالف القائم ما بين روسيا وسوريا، متطرّقًا إلى مختلف نقاط القوة في هذا العلاقة التحالفية.
كما زار الوفد القومي، مقرّ السفارة اللبنانية في موسكو، واطلع من السفير شوقي بونصار، على أوضاع الجالية هناك، ولفت إلى "أهمية الدور الذي يضطلع به السفير بونصار لتعزيز العلاقات بين لبنان وروسيا".
إلى ذلك، زار الوفد مقرّ السفارة السورية في موسكو والتقى السفير رياض حداد، وقد وضعه الناشف في أجواء مبادرة الحزب لعودة النازحين السوريين، وأهمية الدور الّذي يقوم به في هذا المجال وغيره.
وكان اللقاء مناسبة، جرى خلالها استعراض "نتائج الحركة الدبلوماسية للحزب مع سفراء عدد من الدول الأوروبية في لبنان، لحثّها على إعادة فتح سفاراتها وترميم علاقاتها مع دمشق، بمنأى عن الضغوط الأميركية السلبية في هذا الاتجاه".