رحّب المحتفل بالذبيحة الالهية المطران مارون العمار، في قداس "التوبة والمغفرة" تخليدا لذكرى شهداء الجبل، في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، براعي الحفل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الخارجية جبران باسيل، وبدولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب هنري حلو وبرئيس الحكومة سعد الحريري ممثلا بالنائب محمد الحجار ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبالداعي للقداس وزير المهجرين غسان عطالله، وبرئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر، والاباء الاجلاء واصحاب المعالي والسعادة والراهبات الفاضلات ورؤسا البلديات والمخاتير والفعاليات العسكرية والسياسية والاجتماعية وعوائل الشهداء الابرار المحترمين، داعياً في عظته، الى التعاون لما فيه حير جبلنا ووطننا، مشيرا الى ان أجره عظيم كل من عرف ان يسامح لكل من سبّب له شرا في حياته كما كل شخص عرف ان يعتذر من كل شخص أساء اليه عن قصد او عن غير قصد، مشيرا الى ان بركة البطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي تشمل كل من حضر قداس الذكرى وبخاصة من دعا اليه الوزير عطالله، وكذلك تشمل أهالي شهدائنا البررة، طالبا منهم صفاء النية تجاه اخوتهم في المواطنية.
ودعا المطران مارون العمار، الى وقف الاستهتار بدمائنا البريئة فهي ليست للمتاجرة وكفى ظلما بوقوفنا متاريس ضد بعضنا البعض، بعكس التاريخ الطويل من التعاون والاخوة في ما بيننا، وكفى تفريقا بين الاهل فالفرقة ليست من شيمنا في لبنان والجبل، مع ما نحمله من قيم انسانية وروحية ومع ما يحمل تاريخنا الطويل من تعاون اخوي صادق، فلقاؤنا هذا هو خير تعبير عن اصالتنا الوطنية والجبلية واصرارنا على تخطي المحن والصعوبات والتطلع نحو الامام رأفة بأبنائنا الذين نريد لهم السعادة في الحياة لنجد حلا يوافق طموحاتنا وطموحاتهم، مضيفا انّ اليوم نحتفل بعيد القديسة اللبنانية رفقا، التي قاست كل انواع الالام بفرح لانها تقاسمت والمسيح الامه، وكذلك تفرح دماء شهدائنا مع القديسة رفقا، لانهم تشاركوا مع الشهيد الاول يسوع المسيح عذاباته وكل الدماء الزكية التي ارهقت فداء للاخرين، مؤكدا ان من بذل دماءه في سبيل الحق ينال حياة ابدية خالدة مع الابرار والصديقين، فشهداؤنا يستحقون الاكرام على الارض والمجد في السماء، وشدّد على ان انجيل اليوم يعلمنا ان المسامحة اقوى من الخطأ والخطيئة فالخطأ مهما كان عظيما يسامحنا الله عليه اذا طلبنا الغفران، فهل نحن نسامح ايضا الذين يطلبون منا الغفران؟
وأعرب المطران مارون العمار، عن تقديره عاليا لهذه المبادرة بكل معانيها الانسانية والروحية والتي جاءت لتساهم في إعلاء مداميك المصالحة الحقيقية التي ارساها البطريرك مار نصرالله بطرس صفير مع وليد بيك جنبلاط خلال زيارته التاريخية الى الجبل، واعلى مداميكها غبطة البطريرك بشارة الراعي خلال زياراته للشوف والاقليم، وأشار الى ان حضورنا اليوم برعاية الرئيس ميشال عون وحضور ممثلي الرؤساء الثلاثة وجنبلاط وحضور الجميع الفعاليات وعوائل الشهداء والمشاركين، نعلي به اسس المصالحة الحقيقة ونرسخها في نفوسنا ونفوس اولادنا كي لا نعود يوما الى المتاريس التي تجعلنا نخاف من بعضنا البعض فنسمح للغريب ان يدخل بيننا ليخلفنا لاجل مصالحه الخاصة، داعيا في الختام الى ان تبقى العلاقة الاخوية حاملة شهادتنا الدائمة امام الله والعالم، بارك الله جبلنا الغالي ووطننا الحبيب لبنان .