تقبل أعداد متزايدة من النساءعلى تجميد البويضات لتتمكن من الحمل في سن متقدمة عندما يصبحن أقل خصوبة. لكن مع انخفاض احتمالات نجاح الحمل، هل يعتبر تجميد البويضات مضيعة للمال؟ ولكن في حين يعتبر تجميد البويضات وسيلة للحفاظ على خصوبة المرأة حتى تتمكن من إنجاب الأطفال في وقت لاحق، وهو ينطوي على جمع بويضات المرأة وتجميدها ومن إذابتها عند الحاجة إليها في عملية الإخصاب، الا ان السؤال يبقى ان هل تأتي العملية بنتائجها المرجوة نظراً لتكلفتها المرتفعة؟.
كانت كارولين واتسون في أواخر الثلاثينيات من عمرها وعازبة لمدة ثلاث سنوات عندما بدأت تفكر بجدية في تجميد بويضاتها. وتقول واتسون، المحامية التي تعيش في لندن، أنها جمدت بويضاتها في سن التاسعة والثلاثين. وبحسب موقع صحيفة الغارديان البريطانية، فإن تجميد البويضات هي عملية يتم فيها حقن المرأة بمجموعة من الحقن لتحفيز المبيضين على إنتاج بويضات يمكن استخراجها ووضعها في مكان التخزين وتجميدها. وتكلفت العملية ما يقرب من 5000 جنيه استرليني (5800 يورو). وبعد خمس سنوات ولأنها ما زالت عزباء، حصلت واتسون على قرض بقيمة 25000 جنيه استرليني لدفع تكاليف عملية تلقيح اصطناعي لبويضاتها المجمدة من متبرع بالحيوانات المنوية في الولايات المتحدة. لكن العملية لم تنجح، بحسب موقع الغارديان، ولم يحدث الحمل المنتظر. والآن، بعد مرور عام، لا تزال واتسون تعلق آمالها - وتستثمر مبالغ كبيرة من المال - على أن تصبح أماً.
ويكشف نيك ماكلون، المدير الطبي في عيادة المرأة في لندن وأستاذ التوليد وأمراض النساء في جامعة كوبنهاغن ان "لقد ازداد طلب تجميد البويضات لما نسميه أسباباً اختيارية أو اجتماعية ... نشهد شهدنا إقبالاً على تجميد البويضات لدى النساء العازبات، مع التركيز على المدن الكبيرة، ولذلك يبدو أنه مرتبط بشكل عام بالحياة في بيئة تنافسية حضرية." وفق ما أوردت الغارديان.
ومع ذلك وعلى الرغم من التكاليف الباهظة، أظهرت الأبحاث التي أجرتها "إمبيريال كوليدج لندن" ومستشفيا تشيلسي وويستمنستر، فإن فرص الحمل بالبويضات المجمدة ضئيلة نسبياً. وتبين الإحصائيات أن نسبة البويضات المجمدة التي تؤدي إلى الحمل بين النساء دون سن 36 هي 8.2 في المائة. وتنخفض هذه النسبة إلى 3.3 في المائة للنساء بين سن 36 و39 عاماً. ووفقا لـHFEA، فإن معدل نجاح الحمل والولادة الحالي للنساء اللواتي يحاولن الحمل باستخدام تجميد البويضات هو 18 في المائة.