تعتبر "الشبيبة" الركن الأساسي في بناء الأوطان من هنا يجب التركيز دائماً عليها لبناء ثقافة السلام والحوار والتعايش... وتحت هذه الشعارات إجتمع أكثر من ألف وستمئة شاب وشابة من مختلف أنحاء العالم في لبنان في اللقاء المسكوني العالمي للشبية 2019 الذي ينظم بالتعاون بين جمعيةTaize الفرنسيّة ومجلس كنائس الشرق الأوسط.
الانفتاح على الاخر اساسي
"أتينا من كل أنحاء العالم وأوروبا لنسمع عن وضع اللبنانيين وأن المسيحيين في هذا البلد يتجذرون في أرضهم وأن الحوار بين المسيحي والمسلم مستمر". هذا ما يؤكده frère Alois الفرنسي المسؤول في جميعة Taize، مضيفاً: "جئنا لنسمع عن الصعوبات التي يواجهها هذا البلد الصغير الذي يحتضن الكثير من اللاجئين والنازحين"، لافتا عبر "النشرة" الى أننا "نريد أن نقول "للشبيبة" في لبنان ان بلدكم رائع رغم كل الصعوبات والتحديات ومستقبلكم فيه، وطبعاً من الصعب أن نقول ذلك كوننا نأتي من الخارج ولكن يجب أن يحصل ذلك، والأهم من هذا كله أننا نريد أن نشجّع وبحضورنا على السلام فقط". بدورها الامينة العامة لمجلس كنائس الشرق الاوسط ثريا بشعلاني رأت أنه "وبالوضع الراهن هناك تحديات يعيشها الشباب في الشرق الاوسط وأهمّها موجة الارهاب التي تعصف بالمنطقة وما يتأتى عنها من صعوبات بالبقاء"، مشيرة الى أن "القادمين من أوروبا لديهم تحديات بالانفتاح على الاخر".
تشير بشعلاني عبر "النشرة" الى أن "هذا اللقاء أتى ليقول أن الانفتاح على الاخر أساسي وما فعلناه اليوم هو جمع "الشبيبة" من أجل الصلاة". تلفت بشعلاني الى أن "جمعية Taize نشأت بعد الحرب العالميّة الثانية لمصالحة الألمان والفرنسيين ولتلك المصالحة كانت الكلمة الفصل"، مشدّدة على أن "الاهم من هذا كلّه أن تظل بيروت وهي تحتضن هذا اللقاء بمكان شهد العديد من الحروب والهدف ان نقول إن للحياة الكلمة الاخيرة وليس للقتل أو الدمار أو الارهاب".
سنة ونصف من التحضير
"اللقاء يرتدي طابعاً خاصاً لأنه يجمع ممثلي كنائس كل لبنان ونحضر له من أكثر من سنة ونصف". هذا ما يلفت اليه منسق اللجنة التنظيمية للقاء المونسنيور توفيق بو هدير، مشيرا الى أن "جمالية هذا اللقاء أننا "نعيش الوحدة والمحبّة والاخوّة ويجمعنا المسيح"، مضيفاً: "عنوان اليوم الاول كان الجذور ويعني ذلك العودة الى جذورنا المسيحيّة، اليوم الثاني الجزع أو النمو واليوم الثالث هو الاغصان والانطلاق نحو الاخر، الاخر المسلم الذي سنعيّد معه عيد البشارة وسيكون هناك احتفال مسيحي اسلامي مشترك". بدورها أشارت Nagy Emkolketa وهي احدى المشاركات في اللقاء وقادمة من هنغاريا الى أننا "أتينا لنتعرف على هذا البلد وعلى شبيبته والصلاة معها من أجل أن يحل السلام في أرجاء العالم". أما أمجد ديبة وهو القادم من وادي النصارى من سوريا فرأى أن "جمالية هذا اللقاء أنه يساعد على الاختلاط بين مختلف البلدان ونشر السلام والمحبة". في حين أن كاهن رعية القديسة تريزا الطفل يسوع في الاسكندرية فريد مرهج فيشدد على أن "أهمية هذا اللقاء هو لمساعدتهم على ازالة الخوف من الاخر"، معتبرا أن "الحوار يزيل الحواجز ويقرّبنا لأن نتحاور لنعرف كيف يفكّر الشباب".
المسيحي اساسي بالشرق
يعود المونسنونيور توفيق بو هدير ليختم كل الكلام بالقول: "المسيحيون مكوّن أساسي في الشرق الذي لسنا فيه أقليّة"، مشددا على أنّ "الحياة الروحيّة هي الاساس في عالم يجنح نحو ثقافة التطرّف وفي داخل ثقافة التطرّف "الشبيبة" يقدّمون أنفسهم على أنهم الروّاد لبناء الجسور وعيش الاخوة وليكونوا صانعي السلام الحقيقيين في عالم مليء بالحروب".
إذاً، اللقاء المسكوني العالمي للشبيبة يحمل جملة أهداف أبرزها ترسيخ السلام والحوار والعيش المشترك.