أكد رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر أنه "من الفروض أن نعود كلنا إلى لبنان، هذا الوطن العزيز الوديعة بين أيدينا جميعا، كلنا تعبنا من أجله، كلنا ضحينا في سبيله. هذا الوطن هو سقفنا فيه نعيش معا، نعود إليه ونعود بعضنا إلى بعض، فنصفي النوايا ونعقد الخناصر ونقول تعالوا نبني وطننا من جديد. كنا يوم أمس في دير القمر وأقيم قداس برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي نشكره على هذه المبادرة فأقيم قداس احتفل به راعي أبرشية دير القمر المطران مارون العمار وكنا حاضرين معه، على نية شهداء الجبل ولا سيما الذين سقطوا في ظرف معين من المسيحيين، لكن المطران العمار ذكر كل الشهداء".
كلام مطر جاء خلال قداس في بلدة كفرعميه - قضاء عاليه التقى خلاله أهلها واحتفل معهم بالقداس الالهي في كنيسة مار يوسف في البلدة التي هي في طور البناء، والذي عاونه فيه كاهن الرعية الخوري توفيق ابو خليل، الخوري روجيه شرفان والشماس جورج عازار، في حضور النائب سيزار ابي خليل والنائب أمين نصار، رئيسي بلديتي كفرعميه يوسف أبي موسى ورشميا منصور مبارك وأهالي البلدة والجوار.
وشدد مطر على "أننا لسنا غرباء في هذا الوطن، ونحن وأخواننا في هذا الوطن، نحن أخوان في الإنسانية أولا، في الوطنية ثانيا وفي الحياة ثالثا. أذكروا ماذا جرى في أبو ظبي، عندما وقع البابا فرنسيس على أرض الجزيرة العربية مع شيخ الأزهر هذه الوثيقة الكبرى الجليلة، تقول نحن إخوة في الإنسانية. كنا نقول نحن نظراء يعني نشبه بعضنا اليوم. نقول نحن إخوة في الانسانية، ويجب أن نستعيد هذه الأخوة في ما بيننا لنبني للعالم مستقبلا جديدا. الدعوة لنا جميعا أن نلتقي في بيت الأب الذي خلقنا من طينة واحدة. هذا هو معنى التاريخ ولهذا لبنان وطن ثمين لأننا نعيش فيه هذا التقارب بين الأديان، يوما بيوم على الرغم من كل الصعوبات، ولكن كل هذه الصعوبات تمحوها المحبة والغفران والفرصة الجديدة".
وأوضج أن "لبنان سيعود وربنا يعطينا فرصة جديدة، لهذا الجيل. وأنا أفرح كل الفرح، إننا على مدى 22 سنة وكان عندنا 75 كنيسة مهدمة أو متضررة، أعدنا البناء وأصبح عندنا 90 كنيسة جديدة في أبرشيتنا التي هي جزء من الشوف وكل قضاء عاليه وثلاث أرباع قضاء بعبدا ونصف المتن الشمالي والعاصمة بيروت. وانا أفخر بأن قضاء عاليه كله في أبرشية بيروت وهذه كنيسة جديدة وهي علامة إيمان ومحبة".