أقام الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان)، العضو في اتحاد "أورا"، حفل عشائه السنوي الـ 19 في مطعم سيف البحر-غزير، برعاية وحضور وزير الاعلام جمال الجرّاح، وألقى رئيس الإتحاد الكاثوليكي الأب طوني خضره كلمة استهلّها بالاشارة الى ان "كما في كل عام نلتقي واياكم رافعين شعار حرية الاعلام وحرية الانسان وحرية الوطن. نلتقي في عيد البشارة وهو عيد الإعلام والإعلاميين لأنّه من المفترض أن يكونوا البشرى السارة لمجتمعنا. نلتقي بعد يومين من صدور رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي لوسائل التواصل الاجتماعية لعام 2019 والتي يقول فيها: نريد شبكة وسائل اعلام وتواصل لا شبكة للإيقاع بالقراء والمستمعين في فخّ التضليل عن الحقائق، بل وسيلة في خدمة الحقيقة والتحرّر من كل العوامل التي تجعل الانسان موضوعا للاستعباد والاستغلال والفساد والتشويه".
وأشار الأب خضره إلى أنّ أوسيب لبنان "قد اتخذ منذ يوم تأسيسه شعار: "تعرفون الحق الحق والحق يحرركم" لأن الله حق ويريدنا ان نتحرر بواسطة الحقيقة، لذلك اعلنّا السنة الماضية حربا على الفساد والمفسدسن منذ ان رأينا انه لا يجوز الاكتفاء بالعمل الاعلامي البحت، بل لا بد من ان يقترن بالعمل الاجتماعي الميداني، فأسسنا مجموعة اورا تحت عنوان "فإِنَّنا أَعضاءٌ بَعضُنا لِبَعْض"."
وشدّد الاب خضره على ان"الاتحاد يريد ان يعمل مع الاعلاميين وأصحاب الإرادات الطيّبة من اجل ان يعيد الدور الحقيقي للإعلام والإعلاميين لأنّه دور ريادي ومؤثّر ومختلف ومقدّس وهو السلطة الأولى في مجتمع اليوم. فليس كل من كتب خبراً أو إلتقط صورة أصبح إعلامياً وخبره يستوفي الشروط الحقيقية. فلا يزال لدينا إعلام محترف وإعلاميين أكفاء"، وقال:"نعم معكم نريد أن نعيد بعض الإعلام والإعلاميين إلى دورهم الحقيقي ورسالتهم المقدّسة، وقد جعلوا من السلطة تسلّطاً وتضليلاً وليس خدمة وتنويراً للنفس والعقل".
وختم الأب خضره كلمته متوجّهاً الى الاعلاميين:"نعم نريد نهضة وثورة بيضاء وأنتم أيها الإعلاميون والإعلاميات أبطالها ونورها وصوتها وأثيرها، ولكن نحن بحاجة ماسة لان يلاقينا في ذلك القضاء والقضاة النزيهين والسياسيين ورجال الدين النظيفي الكف والمجتمع بكل مكوناته، لنصبح كلنا معاً سلطة خدمة نعرف الحق لنتحرّر ونعرّف الناس على حقهم ليتحرروا من كوابيس الخنوع والمساومة ويتحرروا من سلطات المجتمع وقضاة الظلم وإعلام التزوير وإستغلال الإنسان".
وزير الاعلام جمال الجراح اعتبر بدوره في كلمة ان "على مدى سنوات وانا اتابع نشاطات الاتحاد، وما يعلنه من مواقف تصب كلها في خانة تعزيز دور الاعلام الملتزم، وهي مواقف نعتبرها عابرة للطوائف والمذاهب، لأني مؤمن، كما تؤمنون، بأن للاعلام أدواراً تتجاوز محدودية المكان والزمان، وتتخطى اللحظة المرهونة بظرفية التعاطي اليومي مع الأحداث والتطورات، التي غالباً ما تكون مبنية على خلفيات سياسية مرتبطة بمتغيرات عابرة تتحكّم بها في أغلب الأحيان المصالح الضيقة الرافضة قبول الإعتراف بالآخر، والقائمة على جدلية الأولويات، والتي تدخل في حيز أساسات التركيبة المجتمعية لمجموع مكونات الوطن، الأمر الذي يدخلنا في متاهات البحث عن الحقيقة المطلقة، التي تبقى نسبية تبعاً لما يكون قد أختُزن في ذاكرتنا الجماعية من رواسب الماضي، مع يرافق ذلك من محاولات التحرر مما علق في هذه الذاكرة من شوائب، على أن نعود جميعاً إلى ما يجمعنا من قواسم مشتركة، فنعرف الحق، وهو الذي يحررنا من عصبيتنا ومن تقوقعنا وإنغلاقنا على ذواتنا".
وأكّد ان "من هنا يأتي دور الإعلام الملتزم قضايا الإنسان، أيّاً كان دينه ولونه وعرقه، إلاّ أن غياب الاخلاقيات المهنية المشتركة لدى بعض الاعلام يُخرجه عن دوره الاصلي ويقوده الى ادوار اخرى، فينصرف الى نوع من الدعاية السياسية ويتحوّل إلى موجه للاخبار والهادف للتعبئة والاتهام، بما يخدم مصالح خاصة على حساب الصالح العام".
واعتبر أنّ "ما بين الحرية والفوضى خيط رفيع، وبين المؤمنين بأن لبنان لا يكون إن لم تكن الحرية فيه من أساسيات الوجود، وبين الذين يستغلون هذه الحرية لإستباحة المحرمات والإطاحة بالقوانين والأعراف والمبادىء، فرق شاسع. فالذين يمارسون الحرية عن إقتناع يبنون ويساهمون في تطوير المجتمعات ورقيّها. أما الذين يستغلون هذه الحرية، لغايات شتى، فهم الهدّامون والعاملون على الشقاق وتهشيم صورة لبنان، في الداخل والخارج".
وفي الختام، تم قطع قالب الحلوى بمناسبة مرور 20 سنة على تأسيس اوسيب لبنان، وقد تخلّل الحفل وقفة فنية مع الفنانة نتالي سعادة.