اعتبرت مستشارة وزيرالخارجية والمغتربين لشؤون النازحين علا بطرس أن موسكو تلعب دورا أساسيّا جدا في تحقيق عودة النازحين السوريين الى بلدهم، مذكرة بأنها قامت بجهد كبير توج بالنجاح، سواء بموضوع المصالحات في الداخل السوري، او في تحقيق تسويات مع المسلحين وأبرزها في درعا، لافتة الى ان اصرار روسيا على تحقيق العودة ينطلق من تمسكها بالحفاظ على التنوع الديموغرافي في سوريا والتأكيد على وحدة الاراضي السوريّة.
وشدّدت بطرس في حديث لـ"النشرة" على أهميّة الموقف الروسي الداعم للموقف اللبناني بما يتعلّق بوجوب تحقيق العودة بمعزل عن الحلّ السياسي وإعادة الاعمار، لافتة الى ان روسيا لاعب دولي كبير وعضو فاعل في مجلس الامن، أضف انها قادرة على أن تعطي ضمانات أمنيّة للعائدين ما يحفزهم على العودة. واضافت:"كان لموسكو في الاشهر والسنوات الماضية الدور البارز في اصدار اكثر من عفو عن المنشقّين عن الجيش، كما في تجميد القانون رقم 10 وتأخير التحاق العائدين بالخدمة الالزاميّة".
واعتبرت بطرس أنه آن الأوان لعودة النازحين الى مراكز ايواء داخل سوريا في حال لم يكونوا قادرين على العودة الى منازلهم ومناطقهم، مشيرة الى ان الحكومة السوريّة رحّبت بالموضوع وأبدت استعدادها للمساعدة فيه. وقالت:"سوريا تراجعت نتيجة الحرب 35 سنة الى الوراء على مستوى التنمية البشريّة أضف الى وجود ملايين النازحين في الداخل السوري نفسه، كما ان هناك مناطق مدمّرة بالكامل تحتاج لاعادة الاعمار. الايرانيّون عرضوا انشاء 30 ألف وحدة سكنيّة في دمشق وحمص كما انّ الروس يتواصلون مع دول اوروبا ودول أخرى للمساعدة في اعمار المناطق المتضررة، لكن هؤلاء يصرون على ربط الموضوع بالحل السياسي".
وشددت بطرس على وجود مناطق مستقرّة وغير متضرّرة داخل سوريا يتوجّب ان تبدأ العودة اليها، من هنا تمسكنا بالعودة المتدرّجة للنازحين، ودعوتنا مجتمع المانحين لنقل مساعداتهم التي يقدمونها للسوريين المتواجدين في المناطق المجاورة لسوريا لاؤلئك الذين يعودون الى الداخل السوري، وهو ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الجامعة العربيّة التنموية الأخير الذي انعقد في بيروت. وقالت:"هناك 89% من النازحين السوريين، وفق المفوضية التي تُعنى بشؤونهم، يرغبون بالعودة الى بلدهم، وبالتالي على كل الاطراف المعنيّة ان تقوم باللازم لمساعدة هؤلاء على تحقيق هذه العودة بأسرع وقت ممكن".
وعن موقف الحكومة السوريّة ومدى تجاوبها مع الجهود اللبنانيّة، أشارت بطرس الى ان الدولة السورية كانت متجاوبة وتعمل على تحفيز العودة حتى قبل طرح المبادرة الروسيّة، فقد بدا ذلك واضحا خلال اللقاء الذي عقده وزير الخارجيّة جبران باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم، وتكثفت الخطوات بعد ذلك سواء من خلال خطوات عمليّة اتخذت على الارض عبر تأمين مراكز ايواء ومدارس للعائدين، أضف انه يمكن تسجيل تسهيل عودة معظم من يتقدّم الامن العام بأسمائهم، لافتة الى ان الاسماء القليلة جدّا التي لا تأتي الموافقة عليها هي لبعض من عليهم ملفات قانونيّة منذ ما قبل الازمة. واضافت:"هناك فقط 30 ألف معارض سوري من اصل مليون يتواجدون حاليا في لبنان من هنا اهميّة تقسيم النازحين الى فئات واقرار خطّة حكوميّة للعودة والانطلاق بتطبيقها بأسرع وقت ممكن".