شدّد الوزير السابق فارس بويز على أن "قرارَي الرئيس ترامب، سواء المتعلّق باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل أو القرار الذي يعتبر الجولان أرضاً إسرائيلية، ينسفان ويدمّران الأمم المتحدة أولاً، لأنهما يتناقضان تناقضاً كلياً مع قرارات الأمم المتحدة السابقة التي ترفض إسرائيليّة الجولان واقتلاع القدس من قِبَل إسرائيل كطرف واحد".
ولفت بويز في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذين القرارَيْن يضربان كلياً كلّ المبادرات السابقة، كما كل مشاريع الحلول السابقة، ومنها المبادرة العربية التي طُرِحَت في بيروت. فما يحصل الآن هو انقلاب على التاريخ والحقّ والأمم المتّحدة والشرعية والإرادة الدولية، كما على الحق الدولي".
وأضاف بويز، ان "أشكّ بأن يكون طرح مبادرات جديدة أكثر فاعلية من المبادرات السابقة التي هي ثابتة في الواقع من حيث القانون والإعتراف الدولي. فما الفارق الآن بأن نعود ونطرح مبادرات جديدة؟ فهل أن قرارَي ترامب ألغيَا المبادرات السابقة؟ لا، ولكنهما باتا أمراً واقعاً الآن، بفعل القوة التي تتمتع بها الولايات المتحدة، وليسا أمراً محقاً أو قانونياً". مضيفا ان "الى أي مدى يمكننا أن نطرح مبادرات جديدة؟ أشكّ بفاعلية هكذا مبادرات في الوقت الحاضر. فما لم تغيّر الولايات المتحدة سياستها حيال ملف الجولان، ربّما في عهد جديد بعد ولاية ترامب، أو عبر تغيير للقرارات التي اتُّخذت مؤخّراً في ظلّ ولاية ترامب، فلا أعتقد في تلك الحالة بأن هناك نيّة للبحث بحلول جديّة في المنطقة على هذه الأُسُس الجديدة".
وأشار بويز الى أن "القرار الأميركي الحالي حول الجولان والسابق حول القدس نسفا فعلياً كل المبادرات والأُسُس السابقة، بما فيها اُسُس مؤتمر مدريد، الذي دعت إليه الولايات المتحدة، وحدّدت فيه بنفسها السلام الدائم والعادل والشامل المبنيّ على تنفيذ القرارات الدولية. وحدّدت هي أيضاً مبدأ الحلّ للّاجئين الفلسطينيين عبر المفاوضات متعدّدة الأطراف التي كان من المُفترَض أن تحصل". مشددا على أن "واشنطن نقضت ثوابت عملية السلام التي هندسَتْها هي في مؤتمر مدريد، وانقلبت على كل السياسات السابقة الصادرة عنها أو عن الأمم المتحدة أو الشرعية الدولية، وباتت تشرّع الإحتلال".