شدد وزير الصحة العامة جميل جبق على "دور الإعلام في نشر التوعية الجذابة والفعالة، لما لها من أثر على فكر ومزاج المواطنين وتثقيفهم"، ملاحظًا أن "الإعلام يركز على بث النعرات الطائفية والسياسية، في حين أنه لو اهتم بشؤون الناس أكثر ولو ركزت وسائل التواصل الإجتماعي على توعية الناس على صحتهم لكنا مجتمعا سليما ومعافى أكثر مما نحن عليه اليوم، ولكان الناس استفادوا في إنسانيتهم وحياتهم اليومية أكثر بكثير من متابعتهم للكلام السياسي".
وخلال إطلاقه الحملة الوطنية السنوية للوقاية والكشف المبكر عن أمراض الكلى تحت شعار "عَ كلوتك.. ما تتأخر"، أكد جبق أن "إطلاق حملة التوعية هذه يأتي في إطار الإهتمام بالإنسان في لبنان وحياته السليمة خصوصًا أن الوقاية تشكل ثلثي العلاج"، مشيراً إلى أنه "نظرا لما لأمراض الكلى من تأثير متزايد، جرى في بداية هذا العام الإعلان عن اليوم العالمي لأمراض الكلى لنشر التوعية والتشديد على الإسراع في وضع خطط وبرامج للوقاية من أمراض الكلى لتجنيب وقوع المواطنين بشباك هذا المرض. ولأنه من الأمراض الصامتة والمهلكة صحيًا وماليًا تأخذ وزارة الصحة على عاتقها منذ العام 1972 التغطية الشاملة لغسيل الكلى، كما تتكفل منذ سنوات بتغطية زراعة الكلى، إضافة إلى تغطية شبه كاملة للأدوية المزمنة لأمراض الكلى ولمرضى غسيل البريطوني (البطن). كما تهتم وزارة الصحة العامة بتنظيم عملية وهب الكلى، علمًا أن الحاجة ماسة لتفعيل ذلك اجتماعيا وقانونيا وطبيا لما لذلك من أهمية في الحفاظ على حياة الإنسان".
ولفت جبق إلى أنه "في لبنان يعاني 10 بالمئة من اللبنانيين من هذا المرض وهو مهدد بالإزدياد إذا لم تتم مكافحته بشكل وقائي واستباقي وكذلك باستئناف العلاج في مراحله الأولى"، مشدداً على أن "شعبنا يعاني من نقص في ثقافة التوعية. فمثلا يعتبر كل من مريض الضغط والسكري أنه يستطيع أن يأكل ويفعل ما يريد باعتبار أنه يأخذ الدواء الموصوف لحالته، في حين أن هذا الدواء يبقى غير كاف إن لم يتبع المريض طريقة عيش صحية وملائمة لوضعه. كما أن هناك مرضى يتوقفون عن تناول الدواء إذا ما شعروا أن حالتهم الصحية تحسنت. هذا الأمر غير مقبول أيضا. فهناك أمراض لا شفاء منها مثل السكري والضغط، وتتطلب تنبها مستمرا، لذا يجب توعية الناس إلى هذا الأمر كي لا يدفعوا حياتهم ثمنا لهكذا جهل".