إعتباراً من صباح يوم السبت المقبل، من المفترض أن تنطلق المعركة الإنتخابيّة الفرعيّة في مدينة طرابلس رسمياً، على المقعد السنّي الخامس الشاغر بعد إبطال المجلس الدستوري نيابة ديما جمالي، نظراً إلى أنّ مهلة تقديم الترشيحات تنتهي منتصف ليل الجمعة، لكن من حيث المبدأ النتيجة حُسمت لناحية عودة جمالي إلى المجلس النيّابي من جديد، لا سيّما بعد ان نجح تيار "المستقبل" في تأمين تحالف سياسي قوي يدعم مرشحته، يضم، بالإضافة إليه، كل من رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوزيرين السابقين محمد الصفدي وأشرف ريفي.
على الضفّة المقابلة، من المتوقع أن تعلن لائحة الكرامة، التي كان ينتمي إليها مرشح "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" طه ناجي، موقفها النهائي بشكل رسمي في الساعات المقبلة، بعد أن كانت طوال الفترة السابقة تتجنب الحديث عن أي تفصيل، على قاعدة وجود معطيات تتبدل بين ساعة وأخرى، وبالتالي ليس هناك ما يستدعي الإستعجال في الكشف عن كامل الأوراق.
ضمن هذا السيّاق، تشير مصادر مطلعة على موقف اللائحة، عبر "النشرة"، إلى أن البحث، الذي كان مستمراً حتى اللحظات الأخيرة، كان بين خيارين: العزوف عن الترشح على قاعدة عدم الإعتراف بقرار المجلس الدستوري، الّذي قبل الطعن المقدّم من ناجي من دون إعلان فوزه بشكل غير منطقي، أو خوض المعركة عبر إعادة ترشيحه وعدم ترك الساحة للفريق الآخر.
وتلفت هذه المصادر إلى أنّ "الكرامة" كانت تفضل أن يكون هناك أكثر من مرشح ينتمي إلى الفريق المقابل، بعد أن كان هناك خلاف في التوجهات بين ميقاتي و"المستقبل"، بالإضافة إلى الخلاف بين التيار وريفي، نظراً إلى أنها كانت ستستفيد من "تشتت" الأصوات، إلا أن ما حصل في الأيام السابقة حسم نتيجة المعركة بنسبة كبيرة، وبناء على ذلك كان التوجه الأكبر نحو الإنسحاب من المعركة الانتخابيّة، الذي من المفترض أن يتمّ الإعلان عنه رسمياً غداً الجمعة، بعد أن كانت بعض المعلومات قد تحدثت عن أنه سيكون اليوم.
في هذا السياق، تقتصر الترشيحات حتى اليوم على 3 مرشحين أساسيين هم: جمالي، يحيى مولود، الذي كان أول من قدّم ترشيحه رسمياً في وزارة الداخلية والبلديات، وسامر كبارة، نجل شقيق النائب محمد كبارة الذي نجح في تجاوز الكثير من الضغوط وقدم ترشيحه إلى وزارة الداخلية والبلديات أيضاً، ومن المتوقع أن ينضم اليهم الصحافي عمر السيد، فيما رفض طلب ترشيح نزار زكا، الموقوف في ايران، بسبب نقص في التواقيع وبعض الاجراءات القانونية المطلوبة.
وفي حين كان من المتوقع أن يتم التوافق بين المجتمع المدني على مرشح واحد لخوض هذه المعركة، تلفت مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، إلى أن الخلافات بين المرشحين حالت دون ذلك، في ظلّ إصرار أكثر من مرشّح على خوض المعركة بنفسه، الأمر الذي سيساهم في رفع عدد المرشّحين في الساعات المقبلة، ما سيضعف من فرص كل المرشحين المستقلّين بوجه مرشحة "المستقبل".
في المحصّلة، ترى المصادر نفسها أن ريفي، في ظل التوافق المعلن منذ اللحظة الأولى بين ميقاتي و"المستقبل"، كان الوحيد الذي يمتلك القدرة على خوض معركة فعليّة، وبالتالي يمكن القول منذ اليوم أن جمالي عائدة إلى المجلس النيابي من جديد، إلاّ إذا حصلت مفاجآة غير متوقعة.