تنتهي اليوم مهلة الترشح الى الانتخابات الفرعية في طرابلس والتي تجري في 14 نيسان المقبل بعد إبطال المجلس الدستوري لنيابة ديما جمالي نتيجة للطعن المقدم من مرشح جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الدكتور طه ناجي الحاصل على الكسرالاكبر بعدها.
وامس دخل على المعركة الانتخابية عوامل عدة ولعل ابرزها اعلان النائب السابق مصباح الاحدب نيته الترشح اليوم الى الانتخابات فيما برز طرح لـ" هيئة الطوارىء لانقاذ مدينة طرابلس وحراس المدينة" وتمثل باقتراح اسم رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس توفيق دبوسي كمرشح توافقي لتجنب المعركة الانتخابية، فيما استمر الغموض يكتنف موقف جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية والنائب فيصل كرامي والنائب جهاد الصمد وكتلة الكرامة الوطنية في حين استمر كل من يحيى مولود وسامر كبارة في الترشح الامر الذي يرفع عدد المرشحين الى اربعة مع جمالي والى 5 اذا ما اعلن طه ناجي ترشحه اليوم.
وتؤكد اوساط لائحة "الكرامة الوطنية" ان نتيجة الاجتماع الموسع والمطول والمغلق والذي عقد امس في دارة النائب كرامي في طرابلس والذي ضم كل اعضاء لائحة "الكرامة الوطنية" ستعلن عند الخامسة من عصر اليوم في المؤتمر الصحافي الذي يعقد ايضاً في دارة كرامي لتظهير الموقف النهائي من ترشيح الكتلة لناجي او لقرار مقاطعة الانتخابات. وتقول اوساط اللائحة ان اليوم هو نهاية مهلة الترشيحات والتروي في اتخاذ القرار سببه النقاش المستمر والعميق داخل الكتلة ومع الحلفاء في 8 آذار ولاتخاذ الموقف السليم والحكيم من الانتخابات ولكن القرار النهائي الذي اتخذ وسيعلن هو نتيجة مشاورات داخل الكتلة الادرى بحيثيات المعركة وتفاصيلها.
وتؤكد الاوساط ان اوراق الترشح الرسمية لناجي جاهزة واذا اتخذ القرار بالترشح ستكون الاوراق مقدمة اليوم قبل صلاة الظهر.
وتشير اوساط طرابلسية في 8 آذار ان ما يميز هذه المعركة هو مزاج الناخب الطرابلسي ووجود قناعة ورغبة عند مختلف القوى الطرابلسية في عدم خوض معركة كسر عظم في هذه الانتخابات الفرعية رغم القول ان اربعة لوائح كبرى متحالفة ضد القوى الاخرى اي تحالف لائحة المستقبل -الصفدي ولائحة العزم ولائحة كبارة ولائحة ريفي ضد لائحة المشاريع- كرامي - 8 آذار الامر الذي يفترض ان يؤدي الى فوز سهل لجمالي. وتردف الاوساط لكن على ما يبدو ان هذا الامر مبالغ فيه وفيه الكثير من التفاؤل غير الواقعي لاسباب عدة منها ان عدم الحماسة لدى معظم القوى الطرابلسية هي في عدم خوض معركة ليست معركتها وان لها حسابات سياسية مع القوى الاخرى فهي لا تريد ان تزعل الحريري صاحب المقعد قبل الطعن ولا تريد ان تقطع "شعرة معاوية" مع كرامي . وبمعنى اوضح لماذا يخوض ميقاتي وريفي وكبارة والصفدي معركة كسر عظم ومواجهة شاملة مع الطرف الآخر رغم ان المرشح هو للمستقبل رغم اعلان التحالف. وتشير الاوساط الى ان شخصية جمالي ليست محل اجماع طرابلسي وليست عنصراً جاذباً للناخب الطرابلسي والذي لم يلمس من تيار المستقبل وخلال المجالس النيابية المتعاقبة منذ العام 2000 وحتى اليوم اي تبدل جذري او نوعي وخصوصاً بعد مرحلة استشهاد الرئيس رفيق الحريري منذ العام 2005 وصعوداً.
وتلمح الاوساط الى ان ايضاً هناك رؤية لـ8 آذار وخصوصاً لحزب الله بعدم الدخول المباشر على خط انتخابات طرابلس حتى لا تصور المعركة سنية- شيعية وفي هذا الاطار تنقل الاوساط عن حزب الله انه يترك امر القرار والخيار لحلفائه في طرابلس فهم ادرى بظروف وحيثيات المعركة وهو يسير بأي امر يقرروه. وتلمح الاوساط الطرابلسية الى وجود جو عن عدم حماسة علوية لاي من الاطراف المرشحة وذلك بسبب خيبة الامل من الوعود بالتوزير وبالانماء وبالتوظيفات وبانصاف الطائفة العلوية وهو امر لا تتحمل قوى المقاومة و8 آذار وحدها عبئه رغم مطالبتها الواسعة والجادة قبيل تشكيل الحكومة بتوزير علوي وتوزير ممثل للاقليات المسيحية.
وفي تقييم للمعطيات الانتخابية تقول الاوساط ان المرشح يحيى مولود محسوب على رجل اعمال صيداوي- بيروتي ويعمل لديه في قطاع النفط وهو ناشط في مجال الطباعة والاعلام والنشر وله مصلحة في زكزكة الرئيس سعد الحريري ويريد خلق حيثية سنية له طرابلسية على غرار الحالة البيروتية التي يشكلها بصداقته مع بعض البيوتات السنية التقليدية. ويذكر ان مولود حصل على 900 صوت في الانتخابات الماضية وهو يؤكد ان علاقته جيدة بالمجتمع المدني وتتوقع الاوساط ان في حال عزوف ناجي سيحصل مولود على 3 الاف صوت.
اما المرشح سامر كبارة فتقول الاوساط ان السبب الحقيقي لترشحه ليس معروفاً ولا تعتقد انه قادر على خرق واسع وكبير ولكنه يؤسس للمعركة الانتخابية المستقبلية ليكون المرشح في وجه نجل النائب محمد كبارة كريم.
اما مصباح الاحدب فهو وجه طرابلسي معروف وقد يحظى بحضور مقبول لكن من الصعب ان يفوز بالمقعد بسبب التحالف الخماسي الكبير.
اما طرح دبوسي فتقول الاوساط انه متأخر وتيار المستقبل ليس بوارد ان يتخلى عن مرشحته جمالي في اللحظات الاخيرة وتعتقد انه طرح "مناورة" وطرح اعلامي غير عملي لا اكثر ولا اقل.
اما عن قرار ترشيح طه ناجي او عدمه فتقول الاوساط ان هناك قراراً واحداً داخل لائحة كرامي وتحالف المشاريع و8 آذار وهو ان المعركة ليست صعبة وليست سهلة وهي مرتبطة بحماسة ناخبي 8 آذار السنة وخصوصاً الناخب العلوي في مقابل تراجع حماسة ناخبي المستقبل وريفي وكبارة وميقاتي والصفدي للتصويت لجمالي الامر الذي قد يعيدنا الى سيناريو انتخابات 2016 البلدية عندما خرق ريفي لائحة التحالف الثلاثي الشهير، لذلك قد تخوض 8 آذار الانتخابات من منطلق اثبات الوجود والتأكيد على احقية ناجي بالمقعد من خلال الطعن والذي كان يجب ان يمنحه المقعد له كاقرب الخاسرين او صاحب الحاصل الاعلى.