أشارت صحيفة "الخليج" الامارتية في افتتاحيتها الى أن "ليست "قوات سوريا الديمقراطية" أو قسد هي من وضع الاعتراف بالإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، والقبول بخصوصية هذه القوات شرطاً للحوار مع الحكومة السورية"، لافتة الى أن "الذي وضع هذه الشروط هو الجانب الأميركي الذي يرعى هذه القوات ويشرف عليها ويزوّدها بالسلاح، ويستخدمها في محاربة "داعش" كأداة عسكرية تابعة له، أي أن "قسد" هي من تقاتل وتضحي، والجانب الأميركي هو من يدعي الانتصار على الإرهاب من دون أن يخسر جندياً واحداً، وهو من يريد أن يحصد النتائج".
ولفتت الى أن "الولايات المتحدة تريد خلط الأوراق على الساحة السورية طالما هي تستطيع ذلك لعلها تحصل على حصة من الكعكة السورية"، مشيرة الى أنها "استخدمت الجماعات الإرهابية المسلحة في السابق وقامت بتدريب الآلاف وتسليحهم، ولما اكتشفت عدم فعاليتهم تخلت عنهم فالتحقوا مع أسلحتهم بـ"داعش" و"النصرة"، مضيفة: "فعلت ذلك في الشمال والجنوب، ثم وجدت ضالتها في وحدات الحماية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية التي محضتها الثقة والولاء إذا وفرت لها الحماية من الجانب التركي الذي يتربص بالأكراد"، مضيفة: "لكن الولايات المتحدة تريد استخدامهم وفق مصالحها أيضاً، أي منعهم من الالتحاق بركب الدولة السورية بما يسمح باسترجاع نحو 50 ألف كيلو متر مربع من منطقة شمال شرقي سوريا التي تضم معظم حقول النفط والأراضي الزراعية، إلى حضن الوطن".
وأضافت: "لذا، تعمد الولايات المتحدة إلى تحريضهم على رفع سقف مطالبهم التي لا يمكن لدمشق أن توافق عليها، لأنها مقدمة للانفصال، فيما الحل النهائي للأزمة السورية وتحديد شكل الدولة والنظام لا يقرره طرف ينفذ أوامر قوة أجنبية، إنما كل مكونات الشعب السوري ومن خلال المفاوضات والحوار"، معتبرة أن "الولايات المتحدة تريد من وجودها في شمال شرقي سوريا، وفي قاعدة التنف عند مثلث الحدود السورية - الأردنية - العراقية، عرقلة أي حل للأزمة السورية، وعدم السماح للنظام ومعه روسيا بتحقيق إنجاز عسكري وسياسي، وإغلاق ملف الأزمة السورية من دون أن تكون لها حصة مع مع "إسرائيل"، معتبرة أن "خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة بإصدار قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان في إطار خلط الأوراق وتخريب جهود حل الأزمة، استكمالاً للشروط الكردية والوجود العسكري الأمريكي في الشمال والجنوب".
وشددت على أن "المشكلة أن القادة الأكراد يقامرون بمصير الشعب الكردي، كما فعل قادة الأكراد في شمال العراق أكثر من مرة"، لافتة الى إنهم "يحرقون السفن مع دمشق وهم يزهون بالانتصار على داعش، ويراهنون على الولايات المتحدة التي لا يمكن الرهان عليها، ولا يدركون، كما يقول السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، أنها سوف تبيعهم لأن واشنطن تستخدمهم فقط لتحرير مدينة الرقة"، معربة عن اعتقادها أن "ما يقوم به الأكراد ليس فقط غباء سياسياً، بل غير أخلاقي.. الأميركيون استخدموا الأكراد لسنوات طويلة خلال حكم صدام حسين، والأكراد يرتكبون أكبر خطأ في وضع ثقتهم بالأميركيين"، مؤكدة أن "قيادة "قسد" سوف تجد نفسها في نهاية المطاف مجرد مخلب قط ينفذ أجندة لا تخص الشعب الكردي، الذي سيكون وحده ضحية قيادته، كما حصل في شمال العراق عندما تم الإصرار على إجراء استفتاء الانفصال في 25 أيلول 2017".