أعرب رئيس ومدير المعهد الفني الأنطوني في الدكوانة الاب شربل بوعبود، عن أسفه لـ"ما يتعرّض له المسيحيون في نيجيريا من اضطهادات وعذاب على يد مجموعات متطرفة"، لافتًا إلى أنّ "مجزرة نيوزيلندا ما تزال نصب عيوننا وقد سبّبت لنا ألمًا كبيرًا، وأحزننا ما تعرّض له المصلّون أثناء تأديتهم الصلاة والعبادة".
وأبدى أسفه، خلال احتفال لمناسبة عيد البشارة أُقيم في حرم المعهد في الدكوانة، حضره ممثّلون عن الطوائف المسيحية والإسلامية، لـ"صمت المجتمع الدولي عن اضطهاد المسيحيين في نيجيريا"، مؤكّدًا أنّ "الإرهاب لادين له".
بدوره، ركّز الأمين العام لملتقى حوار الأديان والثقافات ممثّل الإمام العلامة السيد علي فضل الله، الشيخ حسين شحادة، على أنّ "إيماننا بمريم هو إيمان ثابت، ومن تقاليدنا المسيحية والإسلامية المشتركة هي شفاعة هذه الأم. مريم تجمعنا ومريم هي في وجدان كلّ إنسان"، مبيّنًا أنّ "من تقاليدنا الجنوبية أنّه إذا تعثّرت ولادة الأمهات، ترون في أيديهم صورة مريم. وفي هذا العيد يتوحد هذا الإيمان المريمي في الشرق على اسم مريم، لإنقاذ الشرق من أخطار الفساد والإرهاب".
أمّا المطران جورج صليبا، فشدّد على أنّ "مريم هي السيدة والطاهرة وانّها تجمع اللبنانين ولها مكانة عند المسيحين والمسلمين. أمّا عند اليهود، فهم يسيئون لمريم ويحتقرونها"، لافتًا إلى "أنّنا اليوم في بشرتها نراها منزلة مكرمة في لبنان بخاصّة أنّ الدستور اللبناني هو نموذج رائد ومميّز ليس في العالم العربي بل في كلّ العالم".
من جهته، أكّد ممثّل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ سامي أبو المن، على "الأخوة الشاملة مع الجميع"، مشيرًا إلى أنّ "وثيقة الأخوة الإنسانية الّتي وقعها البابا فرنسيس وشيخ الأزهر، تشدّد على الأخوة والإنسانية الّتي تجمع كلّ الأديان، ونحن بحاجة إلى تحقيق البعد الإنساني في حياتنا".
كما نوّه الدكتور حسن مرعب من الطائفة السنية، إلى أنّ "وصف مريم في القرآن هو وصف سماوي ومقدّس"، معربًا عن استنكاره "ما تعرّض له المسلمون في نيوزيلندا في الآونة الأخيرة". الإرهاب هو ضدّد الأديان كلّها". ولفت إلى أنّ "ما يجمعنا هو أكثر من ما يفرّقنا ولبنان سيبقى مثالًا ومنارة للعيش المشترك والتلاقي حول الكلمة الواحدة".
في حين أنّ الأب دافيد شعيا، فركّز على أنّ "هذه المناسبة الكريمة ليست حدثًا عاديًّا أو مجرّد ذكرى، بل هي بشارة البشائر، فعيد البشارة هذا هو من أقدم الأعياد وأعظمها لأنّه يبشّرنا بفرح عظيم يعمّ المسكونة كلّها، بولادة الكلمة أيّ كلمة الله المتجسّدة بيننا"، موضحًا أنّ "من هنا مسؤوليّتنا جميعًا أن نتناقلها إلى كلّ رقعةٍ في الكون، لنزرعَ حنطتها وننشر عبير عطرها في أماكن عبقة بروح الرشوة والفساد والظلم والحقد والطائفية؛ كي نكون بشائر سلام وعدالة ورحمة".