أكدت مصادر محلية وأخرى معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة في إدلب، أن "جبهة النصرة"، ما زالت تعرقل تسيير دوريات المراقبة التركية في "المنطقة المنزوعة السلاح" في إدلب والأرياف المجاورة لها، والتي نص عليها اتفاق "سوتشي" بين الرئيسين الروسي والتركي منتصف أيلول الفائت.
وقالت المصادر لـ"الوطن" السورية، إن "النصرة" تستهدف من سياستها، المماطلة قدر الإمكان لتأجيل تطبيق بنود "المنزوعة السلاح"، على الرغم من الضغوط التركية استجابة لالتزاماتها أمام روسيا، ومنها تسيير دوريات المراقبة على طول المنطقة، والتي حدد لها جدول زمني يستهدف في مرحلته الأولى، إقامة ثلاث مناطق لتسيير الدوريات فيها، ومن المفترض الانتهاء منها قبل لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الثامن من الشهر المقبل بموسكو، وفق ما أعلنت أنقرة.
وأوضحت المصادر أن "النصرة" نجحت حتى الآن في عرقلة جهود الجيش التركي لتسيير دوريات المراقبة، في المناطق الثلاث المتفق عليها بين العسكريين الروس والأتراك، بين نقاط مراقبته الدائمة الـ12 في ادلب ومحيطها، وذلك عبر بعثرة خط سير تلك الدوريات بين سهل الغاب الشمالي الغربي، وريف إدلب الجنوبي الشرقي وصولاً إلى ريف حلب الشمالي، بغية ترك المجال مفتوحاً في ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي، لشن هجمات وتنفيذ خروقات باتجاه المناطق الآمنة، ومواقع الجيش العربي السوري فيها، بما يخالف "سوتشي" واتفاق خفض التصعيد في آخر معقل للإرهابيين في إدلب.
وشككت المصادر في رغبة أنقرة التقيد بتطبيق سياسة "الخطوة خطوة" في "المنزوعة السلاح"، ومواصلة تحقيق نتائج مرضية على الأرض، هلل لها لقاء وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وتركيا مولود جاويش أوغلو في ختام مباحثاتهما الخميس الماضي في أنطاليا جنوبي تركيا.
وأضافت بأن الفرع السوري لتنظيم القاعدة لديه أجندة خاصة تعوق المساعي الروسية التركية لتنفيذ باقي بنود "المنزوعة السلاح" وفي مقدمتها فتح الطريقين الدوليين الذين يربطان حلب بكل من اللاذقية وحماة، وكان من المفترض وضعهما في الخدمة أمام حركتي الترانزيت والمرور نهاية العام المنصرم.
مصادر معارضة مقربة من "الجبهة الوطنية للتحرير"، ذكرت لـ"الوطن" أن الدورية العاشرة التركية أنجزت مهامها أمس في "المنزوعة السلاح"، ولفتت إلى أن الدورية، المؤلفة من 4 آليات عسكرية وتحت حراسة "فيلق الشام"، قصدت بلدات الهبيط والتمانعة وأم جلال، بعد مرورها بخان شيخون وجرجناز، وذلك بعد أن سير الجيش التركي دورية المراقبة التاسعة أول من أمس الجمعة من نقطة مراقبة بلدة العيس جنوب حلب إلى الصرمان، مروراً بمناطق بأرياف حلب وإدلب.