لا تشبه الاستعدادات للانتخابات الفرعية في طرابلس والتي ستجري منتصف الشهر الحالي الاستعدادات التي لطالما سبقت اي معركة انتخابية. فالبرودة وعدم الحماسة تسيطران على المشهد العام في عاصمة الشمال، وقد تضاعفت نسبهما مع اعلان مرشّح «جمعية المشاريع الإسلامية» طه ناجي وقوى 8 آذار الأسبوع الماضي مقاطعتهم هذه الانتخابات بعد اسابيع طويلة من البحث والتدقيق في الارقام التي أظهرت ان المعركة محسومة لصالح مرشحة "المستقبل" ديما جمالي.
وقد أُقفل باب الترشيحات على 8 مرشحين هم الى جمالي النائب السابق محمد مصباح الأحدب، سامر كبارة (ابن شقيق النائب محمد كبارة)، عمر خالد السيد، يحيى مولود، وطلال كبارة، خالد عمشة، ومحمود الصمدي. وترجح المصادر أن ينخفض عدد المرشحين مطلع الاسبوع الجاري مع انسحاب البعض منهم بعد ابقاء وزارة الداخلية الباب مفتوحاً أمام من يود ذلك في مهلة أقصاها منتصف ليل الأربعاء المقبل.
ولا تبدو التزكية خيارا مرجحا حتى الساعة، وان كانت ستقلّص الكثير من النفقات على خزينة الدولة. وكانت مصادر في "المستقبل" انتقدت بوقت سابق تقديم طه ناجي الطعن بنيابة جمالي، ومن ثم قراره عدم الترشّح دافعا وقوى 8 آذار من خلفه باتجاه تكليف الدولة قرابة المليون دولار مصاريف اجراء انتخابات، ستكون نتيجتها مماثلة لتلك التي حصلت في أيار الماضي.
ويعتبر الباحث في "الشركة الدولية للمعلومات محمد شمس الدين أن الفوز محسوم لجمالي لكن المعركة الحقيقيّة هي معركة على عدد الأصوات التي ستحصلها مرشحة "المستقبل"، لافتا الى انّ هذا الاسبوع سيشهد انسحابات والسعي "الصعب" للتزكية. ويضيف: "المعركة هي اليوم بمثابة استفتاء على قوة "المستقبل"، والايام المقبلة ستبلور الصورة أكثر، خاصة واذا زار رئيس الحكومة سعد الحريري المدينة لزيادة حماسة الناخبين".
وكما شمس الدين كذلك مصادر طرابلسيّة لا تستبعد ان يزور الحريري طرابلس نهاية الاسبوع الجاري أو مطلع الاسبوع المقبل، "لأن ما يطمح اليه "المستقبل" اليوم ليس الفوز حصرا، انما تأمين عدد كاف من الاصوات لا يُحرجه، خاصة بعد تحول معركة قوى 8 آذار باتجاه دعوة الناخبين للمقاطعة، لأنها بذلك فقط تتمكن من توجيه الرسالة التي فشلت بتوجيهها من خلال خوض الانتخابات، التي تعي تماما انها ستنقلب ضدها".
ولعل أبرز ما يكبّل "المستقبل" حاليا غياب العنوان الذي يخوض به المعركة الانتخابيّة، فبعد أن سارع أو تسرّع أمين عام التيار أحمد الحريري مطلع الشهر الماضي للحديث عن معركة لـ"كسر حزب الله" و"ردّ الغدر"، لا يزال اليوم يبحث عن عنوان جذّاب، خاصة وأن كل المنافسين هم أقرب الى خطّه السيّاسي.
ويقترع في قضاء طرابلس الذي يضم 384 قلما، 237330 ألف ناخب شارك منهم94000 ألفا في الانتخابات الماضية. وتصدرت لائحة "تيّار العزم" (نجيب ميقاتي) اللوائح الفائزة فحازت على 30,446 صوتاً، فيما حصل "المستقبل" على 26,620 صوتا. أما لائحة 8 آذار لم تحصل الا على 16,369 صوتا واللواء أشرف ريفي على 7,986 صوتا.