شدّد الوزير السابق عدنان منصور على أن "لا شكّ أن خسارة أردوغان وحزب "العدالة والتنمية" اسطنبول يعني الكثير، نظراً الى الأهمية الكبيرة للمدينة التي تفوق أهمية العاصمة أنقرة بحدّ ذاتها"، مشيرا الى أن "عدد سكان أنقرة يبلغ نحو 5,5 مليون نسمة، فيما يبلغ عدد سكان اسطنبول نحو 16 مليون نسمة، وهو ما يعني أن ربع عدد سكان تركيا كلّها يتركز تقريباً في اسطنبول. فضلاً عن أن وصول عدد الناخبين في المدينة (اسطنبول) الى نحو 10 مليون نسمة، يفسّر مدى أهميّة المدينة، بالمقارنة مع باقي المدن التركية".
ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "تراجُع أردوغان ونتائج الإنتخابات البلدية التركية لا يجب حصرها فقط بأنها أتت كنتيجة للمشاكل الإقتصادية، أو مشاكل اللّيرة التركية، لا. وهنا، نذكّر بوجود تيار معارض قويّ للرئيس التركي. فحملة الإعتقالات الواسعة والسياسات التي انتهجها حيال المعارضة، والتوقيفات، وتسريح الضباط والموظفين... التي قام بها بعد محاولة الإنقلاب، أثّرت كثيراً"، موضحا أن "المعارضة التركية ركّزت على الثغرات، ولكن ذلك لم يمنع حزب "العدالة والتنمية" من الحصول على أكثرية البلديات التركية. ولكن الإنتصار أتى هزيلاً، وليس كما كان يشتهيه أردوغان وفريقه السياسي. فخسارة أنقرة وإزمير، واسطنبول خصوصاً، شكّلت انتكاسة كبيرة للرئيس التركي".
واعتبر منصور أن "أردوغان لا يزال رجل تركيا، حتى اللّحظة، ورغم كلّ شيء. والإنجازات التي حقّقها في تركيا، منذ عام 1999 وصولاً الى اليوم، نقلت بلاده من التخلّف الى مرتبة الدول المتقدمة. فتركيا حالياً من بين الدول ذات القدرات الإقتصادية الأكبر في العالم، ولا يُمكن للشعب التركي أن يتجاهل الإنجازات التي حققها أردوغان، وهو لا ينظر إليها نظرة لامبالاة. فضلاً عن أنه وفّر الإستقرار والأمن. كما أن طموحات الرئيس التركي مستمرة".