عشية ذكرى الإسراء والمعراج، المعجزة التي خص بها الله سبحانه وتعالى الرسول الأكرم محمّداً صلى الله عليه وسلم، تهفو القلوب إلى المسجد الأقصى المبارك، حيث تلتقي الأرض بالسماء.
في وقت تُعاني فيه الأراضي الفلسطينية المقدسة، عدواناً متواصلاً من الاحتلال الإسرائيلي، الذي يُمعن في تنفيذ مخططاته براً وبحراً وجواً، في محاولة لتكريس يهودية الدولة بإقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، لكن يُواجه بصلابة من يفتدى الأرواح صوناً ودفاعاً عن الأرض والمقدسات.
وقبل أسبوع من إجراء الانتخابات العامة الإسرائيلية في 9 نيسان الحالي، فقد ارتفع حماها، حيث تسعى كل قائمة إلى الفوز بأكبر عدد ممكن، خاصة من أصوات المستوطنين والمتطرفين، للتأثير في التصويت داخل "الكنيست" وتشكيل الحكومة.
وواصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو جولاته في محاولة ليحصد حزب "الليكود" الذي
يرأسه ما أمكن من مقاعد في "الكنيست".
لكن خلال زيارته "سوق هاتكفا" في تل أبيب تعرض إلى رشق من إحدى المستوطنات بالبندورة.
ويغادر نتنياهو غداً (الخميس) إلى العاصمة الروسية، موسكو، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما ناقشا أمس الأوّل في اتصال هاتفي القضايا الثنائية المتعلقة بين البلدين والدور الروسي في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، أعدمت قوات الاحتلال فجر أمس (الثلاثاء) الشاب محمّد علي عدوان (23 عاماً) من مخيم قلنديا - شمال القدس المحتلة، بإطلاق النار المتعمد من مسافة صفر، باتجاه السيّارة التي كان يستقلها قرب منزله، ما أدى إلى استشهاده.
ومنع جنود الاحتلال أحداً الاقتراب من الجريح لنقله، وتركوه ينزف حتى فارق الحياة، قبل تسليم الجثمان إلى سيّارة إسعاف تابعة لـ"جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني"، نقلته إلى "مجمع فلسطين الطبي".
إثر ذلك أقدم جنود الاحتلال على اقتحام مخيم قلنديا وحي المطار المجاور، ووقعت مواجهات عنيفة مع شبان المخيم، أطلق خلالها الجنود قنابل الصوت والدخان والغاز السام والمسيل للدموع والرصاص الحي والمغلف بالمطاط، ما أدى إلى إصابة 3 مواطنين بجروح.
واعتقلت قوات الاحتلال 3 أشقاء من عائلة مطير من منزلهم في مخيم قلنديا، هم: إبراهيم ويوسف ونعمان.
وعم الحداد مخيم قلنديا، فأغلقت المحال التجارية أبوابها، ورفعت صور الشهيد عدوان على الجدران، قبل أن يتم ظهراً تشييعه، بعدما انطلق الموكب من "مستشفى رام الله الحكومي" وصولاً إلى مخيم قلنديا، حيث كان الآلاف بانتظار الجثمان، الذي لف بالعلم والكوفية الفلسطينية.
ونقل الجثمان إلى منزل العائلة، التي ألقت نظرة الوداع الأخيرة، قبل نقله إلى مسجد المخيم وتأدية صلاة الجنازة، حيث انطلق موكب التشييع، وحمل المشيعون الجثمان على الأكف، وهم يهتفون لفلسطين والقدس والشهيد، منددين بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
في غضون ذلك، يواصل الاحتلال تغطية ودعم المستوطنين بالاعتداء على المواطنين الفلسطينيين، وبناء وتشريع المزيد من المستوطنات، في وقت يُقدم فيه على مصادرة وهدم منازل ومحال ومنشآت لفلسطينيين بنوها على أرضهم، خاصة في القدس والضفة الغربية.
فقد صعَّدت بلدية الاحتلال من عمليات الهدم في مخيم شعفاط، بعد قرار بلدية الاحتلال في شهر تشرين الأوّل الماضي، طرد وكالة "الأونروا" من القدس.
وتُواجه مخططات الاحتلال الاغرائية والتهديدية، بصمود الفلسطينيين ورفضهم للتعامل مع الاحتلال، أو بيع ممتلكاتهم.
وفي إطار ممارسة الضغوطات، فقد أقدمت قوات الاحتلال على هدم مبنى مؤلف من طابقين في مخيم شعفاط - القدس، ويضم الطابق الأوّل مسبحاً والثاني مخصص لألعاب الفتية والشبان.
والمبنى قائم منذ العام 2013، لكن تكشفت حقيقة الأمور، بأن قرار الهدم، الذي تمّ دون إنذار لرفض صاحبه مصطفى البياع، عرض مخابرات الاحتلال بالتعامل معها، والمستمر منذ 3 سنوات.
وكرر البياع التأكيد على "الموقف الوحيد والثابت، لو هدموا وهجرونا لن نتعامل مع الاحتلال، الذي يُحارب الطفل والمرأة والشاب والكهل".
كما أقدمت قوات الاحتلال على هدم مبنى سكني مؤلف من طابقين في الحارة التحتا من مخيم شعفاط، حيث انتشرت قوات كبيرة من جنود الاحتلال، معززة بسيارات عسكرية وآليات وجرافات، وتساندها طائرات مروحية حلقت في الأجواء، قبل المباشرة بهدم مبنى سكني يعود لعائل حوشية المقدسية، بالقرب من جدار الضم والتوسع العنصري الذي يفصل المخيم عن مستوطنة "بسجات زئيف".
واعتدت قوات الاحتلال على صاحب المبنى (البالغ من العمر 53 عاماً)، قبل أن تطلق النار بإتجاه
نجله علاء حوشية (20 عاماً)، الذي أصيب بصدره وأطرافه السفلية.
وسلمت قوات الاحتلال وفرق البلدية الشاب علاء حوشية، أمراً لمراجعة وزارة الداخلية لدفع إجرة الهدم، والتي قدرت بين 150-200 ألف شيكل.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة مساء أمس (الثلاثاء) عن استشهاد الشاب فارس أبو هجرس (26 عاماً) متأثراً بجراح أصيب بها برصاص الاحتلال في "مليونية الأرض والعودة" السبت الماضي في مخيم العودة - شرق خان يونس، وبذلك يكون قد ارتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا خلال مسيرات العودة على حدود غزة، التي بدأت قبل عام إ 271 شهيداً.
هذا في وقت ضخت فيه زوارق قوات الاحتلال، أمس، المياه العادمة باتجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين في المنطقة الوسطى من بحر غزة.
وأقدمت قوات الاحتلال على استهداف قوارب الصيادين على بعد 12 ميلاً داخل بحر غزة، ما يُشكّل الاعتداء الأوّل عليهم بعد السماح لهم بالابحار إلى هذه المسافة ضمن الآلية الجديدة التي تمّ التوافق عليها في إطار مساعي التهدئة.
فيما كانت طائرة استطلاع إسرائيلية تستهدف عدداً من الشبان شرق غزة، عصر أمس، كانوا
يطلقون بالونات حرارية، ولم يبلغ عن وقوع اصابات.
إلى ذلك، اقتحمت وحدات القمع الإسرائيلية الخاصة، فجر أمس، قسم (4) في معتقل "ريمون"، والتفتيش بوحشية واستفزازية، والعبث بمحتويات وأغراض الأسرى وقلبها رأساً على عقب، مع فرض عقوبات قاسية بحق الأسرى القابعين في قسم (1) و(4) ومنعهم أيضاً من الخروج إلى ساحة الفورة.
وعلى الرغم من الضائقة المالية التي تمر بها السلطة الوطنية الفلسطينية، جرّاء الضغوطات ووقف المساعدات الأميركية والقرصنة الإسرائيلية لعائدات الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة، بذريعة أنها تُدفع إلى أسر الأسرى والأسرى المحررين وأسر الشهداء والجرحى، أعلنت وزارة المالية والتخطيط الفلسطينية عن صرف كامل مخصصات رواتب الأسرى والأسرى المحررين وعائلات الشهداء والجرحى عن شهر آذار، وفق تعليمات الرئيس محمود عباس، فيما سيتم صرف رواتب الموظفين العموميين بواقع 50% من الراتب بحد أدنى 2000 شيكل لجميع شرائح الموظفين، وبحد أقصاه 10000 للوزراء ومن في حكمهم والقضاة والسلك الدبلوماسي.
وأكدت وزارة المالية والتخطيط أنه "لا يوجد أي تغيير على موقف القيادة والحكومة برفض استلام قيمة المقاصة مخصوماً منها أي مبالغ غير قانونية أو غير متفق عليها مسبقاً من طرفنا".