شدد المسؤول عن الصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحي الراهب اللبناني الماروني الأب جورج صقر، على أن "التعاضد هو من أهم القضايا خصوصا في لبنان وقضية الإستشفاء والصحة، الهم الأول والأخير لدى كل انسان"، مشيرا الى أن "التعاضد بحد ذاته قيمة انسانية بامتياز وهو يخلق بالفطرة مع الانسان، لكن للاسف في لبنان لا نملك فكرة واضحة عن التعاضد والتعاون والمشاركة".
ولفت الأب صقر في حديث تلفزيوني الى أنه "بما أن الإنسان كائن اجتماعي ولا يمكن أن يعيش لوحده ويريد من يتفاعل معه هذا أولم بدأ للتعاضد على الصعيد الإنساني، والكنيسة رائدة في هذا المجال، ومهده التعاضد بدأ مع الكنسية"، موضحا أنه "على صعيد لبنان وفي جبل لبنان كنا الوحيدين الذين نمارس العونة أي أن الجماعة تساند الفرد، والتعاضد هو الأنا تصبح النحن أي التجرد عن الأنانية والذات لمصلحة الآخرين، وهذا هو الدافع وسبب انتشارنا كمسيحيين وموارنة".
وبين أن "هدف التعاضد بالقانون الدولي واللبناني هو تحمل المخاطر والاحداث التي يتعرض لها الفرد وهدف صندوق التعاضد أن يتحمل كلفة المخاطر التي يتعرض لها الفرد المنتسب وعائلاته، ان كانت مادية أو انسانية والقانون لا يحدد نوعها، ونحن أخذنا منحى التعاضد الصحي والاستشفائي والاجتماعي".
وأضاف: "المشرع اللبناني شرع التعاضد وأصدر قوانين تنظيمية وادارية، بالمرسوم 35/77 حدد كيفية إنشاء هذه الصناديق وبالمرسوم الإشتراعي 517/77 حدد نظم ادارة الصندوق التعاضدي"، مشيرا الى أن "اول صندوق أسس فعليا بين عام 1990 و1992 وعام 2017 احتفلنا باليوبيل الـ25 لانشاء الصندوق".
وكشف أن "هناك من يستغل اسم الصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحي ويقدمون أنفسهم بأنهم هذا الصندوق لجلب الزبائن اي أن هناك عملية انتحال صفة"، مؤكدا أن "هذا الصندوق للبنانيين ككل وتحديدا لأبناء الكنيسة على اختلاف مذاهبهم، لأن كل مذهب أو طائفة لديها صندوق خاص بها، ونتمنى من ابناء الطوائف الانتساب الى صناديقهم واذا لم يتوفر لهم بظروف معينة يمكن أن يلتجأوا الينا"، مشيرا الى "أننا متعاقدون مع كافة المستشفيات في لبنان ومع عدد كبير من المختبرات والمراكز الطبية والصيدليات ومع حوالي 200 معالج فيزيائي".
