يطمح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى فوز حزب "الليكود"، الذي يترأسه بأكبر عدد ممكن من مقاعد "الكنيست" الـ120، لتكريس نفسه زعيماً تاريخياً لـ"الليكود"، وتأمين تحالف مع اليمين المتطرّف، يصل إلى 61 عضواً لتشكيل الحكومة المقبلة.
وقبل 4 أيام من إجراء الانتخابات، حثَّ نتنياهو "الناخب الإسرائيلي التصويت لـ"الليكود"، إذا أراد المصوّتون استمرار حكم اليمين".
وجرى تداول تسجيلات مسرّبة، ادّعى فيها نتنياهو أنّ "استطلاعات "الليكود" الداخلية، تبيّن أنّ هناك "مللاً" في صفوف اليمين"، وذلك في محاولة لرفع نسبة الاقتراع لحزبه.
وأكد نتنياهو أنّه يرفض "عودة السلطة الفلسطينية إلى الحكم في قطاع غزّة، وأنّ "إسرائيل" مستفيدة من الانقسام الفلسطيني"، كما أنّه وضع 3 شروط بخصوص "صفقة القرن"، التي يعتزم
الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرحها، وهي: إبقاء كافة المستوطنات، وسيطرة إسرائيلية كاملة على الضفة الغربية وعدم "تقسيم" القدس. وتباهى بأنّ جيش الاحتلال قتل 300 فلسطيني خلال مسيرات العودة.
جاءت أقوال نتنياهو في مقابلة له، نشرتها صحيفة "يسرائيل هيوم"، أمس (الجمعة)، فأشار إلى أنّ "الخيار الحقيقي هو احتلال غزّة والسيطرة عليها، وليس هناك أحد يُمكن أنْ نعطيه غزّة، وأنا لن أعطيها لأبي مازن".
وأوضح أنّه "لقد قطعتُ العلاقة بين غزّة وبين يهودا والسامرة (الضفة الغربية). هذان كيانان منفصلان، وأعتقد بأنّه على المدى البعيد، هذا ليس أمراً سيئاً بالنسبة لدولة "إسرائيل"، وهذا الأمر جلبه "أبو مازن" على نفسه بيديه. لقد قلّص تحويل المال، وأعتقد بأنّه بذلك سيشعل غزّة، وإنّنا سنحتل غزّة بثمنٍ دموي، وبالدم الإسرائيلي سيحصل على غزّة على طبق من فضة، وهذا لم يحدث".
وأضاف نتنياهو: "المال الذي قطعه (عباس) هو مال فلسطيني، "إسرائيل" لا تدفع، وجرت تغطية هذا المال بواسطة القطريين، ومنع استمرار خطة "أبو مازن"، وقطع (العلاقة) بين غزّة والضفة الغربية. ومن يعتقد بأنّه ستقوم هنا دولة فلسطينية تغلّفنا من اتجاهين، فهذا الأمر لن يحدث".
وفي ردّه على سؤال بأنّه لن يضم المنطقة C مع سكانها الفلسطينيين إلى "إسرائيل"، قال نتنياهو: "إنني أعد بمفاجأة، ولا يمكنني القول بشأن الخطة، لكن الرئيس ترامب هو صديق كبير، وأشك إذا سيكون هناك صديق أكبر منه في المستقبل".
من جهتها، عبّرت الرئاسة الفلسطينية عن استغرابها واستنكارها الشديدين ورفضها الكامل للتصريحات غير المسؤولة، التي أدلى بها نتنياهو.
واعتبر الناطق الرسمي بإسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أنّ هذه التصريحات "مرفوضة وغير مقبولة، وتعبّر عن الاستراتيجية الإسرائيلية الساعية لإدامة الانقسام، وتمهيداً لدويلة غزّة، التي يتم فيها التنازل عن القدس ومقدّساتها".
وأكد أنّ "موقف الرئيس والقيادة الفلسطينية بأنّ الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 في غزّة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية هي أراضي دولة فلسطين، حسب قرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار 2334، الذي أكد وحدة الأرض الفلسطينية وعدم شرعية الاحتلال والاستيطان، وكذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29-11-2012، الذي اعترف بفلسطين دولة مراقب على حدود 1967، بما فيها القدس الشرقية".
ورأى أبو ردينة أنّ "هذه التصريحات تكشف عن الاستراتيجية التي تنتهجها الحكومة
الإسرائيلية، المدعومة بشكل أعمى من قِبل الإدارة الأميركية، والهادفة إلى تقسيم فلسطين، ومن ثم تقسيم الوطن العربي"، محذّراً "أي جهة داخلية أو إقليمية أو دولية من أنْ تتماهى مع هذه السياسة الاستعمارية التي يرفضها الشعب الفلسطيني والأمة العربية".
هذا في وقت، وصل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس (الجمعة)، الى منطقة البحر الميت في المملكة الأردنية الهاشمية، للمشاركة في "مؤتمر دافوس العاشر"، الذي تنطلق أعماله صباح اليوم (السبت)، بمشاركة قادة ورجال أعمال ومجتمع مدني.
ويرافق الرئيس: أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" الدكتور صائب عريقات، رئيس مجلس إدارة "صندوق الاستثمار الفلسطيني" الدكتور محمد مصطفى، المستشار الدبلوماسي للرئيس الدكتور مجدي الخالدي وسفير دولة فلسطين لدى الأردن عطا الله خيري.
ميدانياً، تواصلت مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزّة في الجمعة الـ53، بعنوان "انتصار الكرامة"، وهي الأولى في العام الثاني لانطلاقها في 30 آذار من العام الماضي، لمناسبة ذكرى "يوم الأرض".
وكان اللافت، إطلاق قوّات الاحتلال قنابل غاز بلون أحمر، باتجاه المتظاهرين شرق قطاع غزّة، وهي المرّة الأولى التي يُستخدم فيها، ويُرجّح أنْ يحتوي غازات سامة ومحرّمة دولياً، وتؤدي
عوارضها الأوّلية إلى الإصابة بالغيثان والهيجان.
كما أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيّل للدموع والفلفل والرصاص الحي والرصاص المغلف بالمطاط باتجاه المتظاهرين، ما أدّى إلى إصابة 83 مواطناً بجراح بالرصاص، بينهم 5 بحالة خطيرة، فضلاً عن إصابة عدد آخر بحالات اختناق وغثيان.
ودعت "الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار" الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة في الجمعة المقبلة، تحت عنوان "معاً لمواجهة التطبيع"، مؤكدة "استمرار المسيرات حتى استعادة الحقوق وتحقيق مطالبها بكسر الحصار".