أكّد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، عقب جلسته الدورية في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث تمّ البحث في الشؤون الإسلامية والوطنية، أنّ "ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية في 13 نيسان لن تتكرّر بإذن الله، بوعي وحكمة اللبنانيين الّذين عانوا حروبًا عبثية وخرابًا ودمارًا لا زال لبنان يدفع ثمنه من جراء الفساد المستشري في بعض مؤسسات الدولة"، مطالبًا المسؤولين "القيام بما يجب عمله من محاسبة ومعاقبة كلّ فاسد ومفسد".
وشدّد في بيان تلاه عضو المجلس رئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمد عساف، "حرصه على مؤسسات الدولة والثقة بها ودعمها وتطويرها بالوسائل الحديثة والمتطوّرة، وتفعيل العمل بها لكي تستعيد دورها الرائد وتتجاوز الأزمات الّتي ألمّت بها". ورأى أنّ "الوضع الاقتصادي في لبنان غير مطمئن لأنّ التأخير في العمل بنتائج "مؤتمر سيدر" يسبّب قلقًا لدى اللبنانيين وحذرًا لدى المجتمع الدولي".
وبيّن المجلس الشرعي أنّ "ذلك يعود إلى العوائق الّتي توضع في وجه الحكومة الموكَلة إليها في معالجة أمور الدولة والشعب، وعلى القوى السياسية مساندة الحكومة والوقوف إلى جانبها لمتابعة مهامها الوطنية والمسؤوليات الجِسام في الظروف المصيريّة الّتي تمرّ بها البلاد حاليًّا والمنطقة".
وجدّد المطالبة بـ"العفو العام الشامل عن الموقوفين الإسلاميين، والإسراع في البتّ بهذا الأمر، بخاصّة أنّه مضى على توقيفهم سنوات طويلة دون أية محاكمة". كما طالب المجتمع الدولي بـ"مساعدة لبنان باسترجاع الجزء اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر من قبل الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين والأراضي المجاورة لها ولاسيما منها هضبة الجولان العربية السورية".
ونبّه المجلس، المسلمين والعرب والمجتمع الدولي إلى "ضرورة وضع حدّ للعدوان الصهيوني المستمرّ على القدس ومحاصرة الأقصى والانتهاكات المستمرّة للحرم القدسي، لاسيما وانّنا نعيش أجواء ذكرى الإسراء والمعراج وبداية شهر شعبان المبشر بقدوم شهر رمضان المبارك".
وقد أطلع دريان، أعضاء المجلس الشرعي، على نتائج مشاركته في المؤتمر الديني العالمي الّذي أقامته رابطة العالم الإسلامي في موسكو واختتم في جمهورية الشيشان بعنوان "الإسلام رسالة الرحمة والسلام"، وما أثمر من توصيات تعزّز التضامن والتلاقي بين المسلمين والمسيحيين وانعكاسه الإيجابي على المجتمعات العربية والإسلامية.