أكد رئيس أساقفة بيروت للمطارنة الموارنة المطران بولس مطر أن "قانون الإنتخابات النيابيّة الجديد حقق التمثيل الصحيح لكل مكونات لبنان ولكن علينا أن نعي أننا بحاجة إلى لبنان الواحد، وهذا يتطلب إلى ثقة. البابا القديس يوحنّا بولس الثاني، قال للبنانيين: أحرار أن تعيشوا تحت سقف واحد وليس لديكم ثقة بعضكم ببعض".
وخلال زيارته مدرسة الحكمة مار يوحنّا في برازيليا – بعبدا أوضح المطران مطر أن "فرحة كبيرة أن نكتشف أنفسنا أننا شعب في كنيسة تعتمد على ركيزتين: ركيزة المؤسّسات وركيزة الأنبياء والأبرار. في العهد القديم كان الملوك والأنبياء. الملوك لإدارة شعب الله والأنبياء لقول الحقّ من أجل العدالة ولوضع الحقّ في نصابه. بالتأكيد قوتنا تكمن في المؤسّسات وستستمرّ. ولقد استطعنا في تحقيق ذلك خلال 500 سنة. أول مدرسة مارونيّة في روما تأسّست عام 1584، ووضعها قداسة البابا أنذاك بتصرّف الكنيسة المارونيّة لترّبي بطاركة وأساقفة وكهنة لينهضوا بشعبهم عبر المدراس التي أسّسوها للتعليم الإلزامي للشعب اللبناني والماروني بصورة خاصة، بقرار المجمع اللبناني سنة 1736. نحن شاركنا في بناء وطن جميل".
ولفت الى أن "المؤسّسات التربويّة لها دور كبير بنهضة لبنان وأبنائه ولها دور كبير بتقدّمه وتطوّره. ونستطيع القول أن لا شعب في العالم لديه شهادات جامعيّة عليا كالشعب اللبناني. شعبنا مثقف ومتعلّم ويبقى له أن يبني مؤسّسته الكبرى، الوطن. وهذا يتطلّب هدوءًا وصفاءً وتضحية وحوارا بين كل اللبنانيين، أن لبنان هو لجميع أبنائه وليس لفئة من دون أخرى. اللبنانيون مجتمعون هم قوة الوطن. فلنقلها بصراحة".
وشدد على أن "مؤسّساتنا لها دورها وحضورها وقوّتها في الوطن، وهي بحاجة إلى دعم من الدولة وأطلب من الوزراء والنواب أن يعملوا بقوة التشريع والقرار لدعم القطاع التربوي الخاص كما دعمت لتنميّة القطاعات الصناعية والمصرفيّة، علينا كلنا العمل لتحقيق ذلك من أجل خير لبنان وشعبه".
وأعرب عن شكره للأب الرئيس الخوري بيار أبي صالح على "سهره وتعبه وعلى الجهود التي يبذلها في خدمة التربيّة والكنيسة والوطن ومعه كل رؤساء مدارس الحكمة. أول مدرسة ثانويّة في تاريخ الموارنة كانت مدرسة الحكمة وكان ذلك عام 1875. وأول نواة جامعة وطنيّة كانت معه الحكمة العالي لتدريس الحقوق وعلم الشيخ يوسف الأسير فيه الفقه الإسلامي".
وبدوره، أكد رئيس مدرسة الحكمة مار يوحنّا في برازيليا - بعبدا الخوري بيار أبي صالح أن "زيارتَكم لنا يا صاحبَ السّيادة، ليست مجرّدَ زيارة قانونية، يقوم بها الأًسقف كل خمس سنوات، بل هي زيارة تعكِسُ روح الأبوة الحقيقية، وهوَ أمر لمسته أيدينا ورأَته عيوننا، فنحن عليه شهود، في كل مرة زرتمونا فيها، وهذه الأُبوة المحبة والمسؤولة في آن معا، تتجلى بأبهى حللِها، في متابعتكم الدائبة، وحضوركم الدائم، لهموم المدرسة ولهواجسها، بالرغم من تحديات المكان أو الزمان. وقد قُمتُمُ اليومَ بدافعٍ من غَيْرتِكم الرّسوليّة، وحنانِكم الأَبويّ، بِلِقاءِ الكهنةِ في المدرسة، والهيئتيْن الإِداريّةِ والتربويّة، والتلاميذِ في مختلِفِ المراحل، فكنتم أُذُنًا مُصغيةً، وعيْنًا مُتأَهِّبةً، وقلبًا منفتحًا، وعقلاً مُرشدًا، وروحًا مُعزِّية، على مِثال السّيِّدِ الذي نَذَرْتُمُ النّفْسَ والجسدَ لخدمتِه وخدمةِ أبنائه. وقد تَميَّزَ نهارُنا بما قدَّمه التّلاميذُ من مواهبِهم، تعبيرًا عنِ الفرحِ والشّكر، كما بمباركتِكم وتكريسِكم لِزُجاجيّةِ العذراءِ مريمَ، كرسيِّ الحكمة، في مدخلِ المدرسة، وفُسَيْفِساءِ المبنى المركزيّ، التي تباركُ المدرسةَ بصورةٍ تجمعُ بينكم وبينها".