أكّد رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي أن "المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي كبيران تكبر الآمال حين ننظر إلى بذلهم، وإيثارهم سعادة إخوتهم في الإنسانية، على راحتهم ورخائهم. وبهم نتماهى كلما عقدنا النية على نجدة أو معونة"، مشيرًا إلى أن "الحياة علمتنا أن الأعمال الخيرة، لا تعرف عرقًا ولا نسبًا ولا جنسًا أو جنسية، ولا طائفة أو مذهبًا أو طبقة. الأعمال الخيرة، لا يعنيها سوى الإنسان، ولا تأتيه بغير الحق والخير والود والجمال".
ولفت مخزومي، خلال مهرجان نظمه "اللقاء الارثوذكسي" والرابطة السريانية في جامعة الحكمة فرن الشباك، تكريمًا لمطراني حلب بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم في الذكرى السادسة لخطفهما، إلى أن "الأكثر إيلامًا من افتقادنا المطرانين الجليلين بيننا اليوم هو صمت العالم المعتبر متمدنًا عن واقع بمثل هذه الهمجية النكراء. ربما، صعب على بعضهم التصرف، أو اتخاذ مبادرة ما، نحو معرفة مصير الأسقفين المفقودين، ولكن هل يصعب، بل يستحيل علينا الذكر والتذكر على الأقل، كي لا يكون نصيب هذه الفاجعة الإنسانية، تجاهلًا ونسيانًا؟"، موضحًا "أننا في مواجهة الظلم واحد، وفي طلب الحق والعدل واحد، بل نحن في عين الله واحد. ونحن في وجعنا على غياب الوجهين الكريمين الجليلين نفس واحدة".
وشدّد مخزومي على أنه "ليس المطلوب من الإنسان، أن يتسامح ويتساهل ويتعايش مع نفسه، بل أن يواجه الدنيا كلها صارخًا غير متساهل أو متهاون، على العالم بأسره يفهم: إن كان هذا الصمت المريب الخامل يفقدنا حضور المطرانين ابراهيم واليازجي بيننا اليوم، فهو يفقد العالم المتمدن صدقيته وإنسانيته وكل ادعاءاته إلى الأبد"، معتبرًا أن "صلاتنا واحدة لأننا، بالعمل الصالح نعبد الله ونعامل العباد. وبهذا المعنى، خسارتنا جميعًا كبيرة، في غياب المطرانين الجليلين، وسوف تكون لنا سعادة كبرى نتقاسمها بالتساوي، يوم يظهر المفقودان عائدين إلينا سليمين بإذن الله، فيشرق بيننا وجهان نيران يحملان إلينا معاني البر والإحسان وبشائر الثواب والغفران".