لفت راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر للموارنة المطران حنا رحمة، في حديث لصحيفة "الجمهورية" أن دير مار مارون في الهرمل، "موجود من أيام الفينيقيين، حيث كانوا يعبدون آلهة الخصب على منابع الأنهار، كما يوجد في أفقا واليمونة. والعبادة عند الفينيقيين كان للموارنة دورٌ كبير في تحويلها من عبادة آلهة الخصب إلى عبادة الإله الحقيقي خالق السموات والأرض وهو الله. المسيحية أخذت من المسيح فكرة أنّ الله هو نبع الحياة، وهو الذي يعطي الحياة والمياه وخالق ما عليها. وبهذه الفكرة أقنعوا الفينيقيين الذين كانوا يعبدون المياه، وحيث تخرج تكون الحياة حين جاء تلامذة مار مارون إلى منطقة العاصي".
وأوضح أنه :بعد نجاح تلامذة مار مارون برسالتهم على نهر العاصي، نجحوا على أنهار اليمونة وأفقا وقاديشا، لذلك الموارنة عند إنتشارهم في لبنان بدأوا من تلك الأماكن، وهذا النجاح حتّم عليهم تغيير الديانة الفينيقية كاملةً بعد أن صمدت أمام الديانة المسيحية حوالى 400 سنة حتى آمنوا بعبادة الله"، مشيرا الى أن "الدير كان ملكاً للرهبان العباد على العاصي، ثم ملكاً للرهبنة المارونية لمدة طويلة. وخلال تلك المرحلة أقيمت دعاوى على ملكية العقار الذي يقع عليه الدير، وربح الدعوى في حينه آل دندش، وفي ما بعد إشتراه أسد الأشقر وأولاده، ثم استملكت الدولة اللبنانية العقار، ليعود بعدها إلى ملك أبرشية بعلبك دير الأحمر للموارنة بمساحة 8432 متراً، بعد أن استملكت الأراضي التي تحيط به. ومنذ سنة تقام فيه القداديس كل يوم أحد بعد اتفاق بين الرهبانية المارونية والأبرشية ليُعاد إليه تاريخه وهويته ودوره".
ودعا المطران رحمة الى "التعاون بين كل القيمين لترميم هذا الدير بما فيها مديرية الآثار لأنه مكان أثري، وتكمن أهميته، في السياحة الدينية". مخاطباً كل الموارنة في العالم لزيارته، كونه المكان الأول لانطلاق الموارنة في لبنان.
وبين أن "الدير مرّ بمراحل إهمال كبيرة، لكن دوره في المنطقة مهم يوازي دور سيدة بشوات وسيدة رأس بعلبك، ويعود بالخير على كل الناس، والسياحة على نهر العاصي ستكتمل هويتها برجوع الدير إلى دوره ورسالته".