لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في العظة الّتي ألقاها خلال ترؤسه قداس أحد الشعانين في بكركي، إلى "أنّنا نحمل أغصان النخيل والزيتون والشموع، ونواصل هتاف ذلك الجمع في أورشليم: "هوشعنا، مبارك المسيح ملكنا الآتي باسم الرب".
وركّز على "أنّنا نلتمس للجميع سلام المسيح، ولا سيما لبلداننا المشرقية الّتي تعاني من الحروب والانقاسمات والنزوح والهجرة والأزمات. نلتمس هذا السلام للعراق وسوريا، مع عودة جميع النازحين والمهجرين إلى وطنهم، ليواصلوا كتابة تاريخهم ويحافظوا على بلدهم، فلا يكونوا كالعبء على البلاد التّي استقبلتهم وبخاصة لبنان".
وشدّد البطريرك الراعي، على أنّ "لبنان رازح تحت عبء ثقيل يتهدّد حياة شعبه وكيانه وسقوط اقتصاده وتوقّف نموّه"، موضحًا "أنّنا عندما ننادي النازحين بالعودة إلى أرضهم، بالرغم من عدم تشجيعهم من قبل الأسرة الدولية لأغراض وأسباب سياسية، إنّما لكي لا يكونوا مع وطنهم ضحية حربين: الأولى حرب الأسلحة الّتي دمّرت الحجر، والثانية الحرب السياسية، أي عدم العودة الّتي تدمّر الهوية والثاقفة والتاريخ". ونوّه إلى أنّ "الحجر يُعوَّض إنّما الهوية فلا".
وذكر "أنّنا نلتمس السلام للقدس حيث أتمّ المسيح سرّ الفداء بموته وقيامته. في أورشليم، أعلن وأسّس الكنيسة وحلّ عليها الروح القدس، فأرسلها إلى العالم كلّه كأداة الخلاص الشامل"، مؤكّدًا أنّه "لا يمكن القبول بانتزاع هوية القدس المنفتحة على الديانات التوحيدية، وجعلها عاصمة لإسرائيل اليهودية. كما لا يمكن القبول بإلغاء الدور المسيحي البنّاء وبتجاوز المسلمين، فيما لهم من أماكن عبادة وحضور".
وركّز الراعي على أنّ "من أجل إحلال السلام، لا يمكن القبول بحرمان الفلسطينيّين من دولة خاصة بهم، ومن عودة اللاجئين إلى أراضيهم".
وأشار إلى أنّ "مملكة المسيح لا حدود لها وتشمل كلّ الأرض. هذه المملكة تُدعى ملكوت الله، الّذي يبدأ في كنيسة الأرض ويكتمل في ملكوت السماء"، لافتًا إلى "أنّنا ننتمي إلى هذه المملكة بالمعمودية والميرون، وبرسالتها نحن ملتزمون في كلّ وطن نعيش فيه". وركّز على "أنّنا فيما نحتفل بعيد الشعانين، لا بدّ من فهم الرموز الّتي نقوم بها، ونسأل الله أن يملأ بحبّه وسلامه كلّ لبنان ومجتمعاتنا".