لفت البروفسور الأب يوسف مونس، إلى أنّ "حريق كاتدرائية نوتردام في باريس، ذبحني. كان خوفي الكبير أن يكون التمثال داخل الكاتدرائية قد احترق مع المذبح وإكليل الشوك"، مركّزًا على أنّ "كاتدرائية نوتردام هي أمّ الكاتدرائيات، بالفن الغوطي الرائع جدًّا الّذي يميّزها، وهي مركز روحي يزوره 13 مليون شخص في العام".
وبيّن في حديث تلفزيوني، أنّ "الحجم المقدّس الموجود يعطي انطباعًا قويًّا أنّك تمسّ بشيء مقدّس، مثل أيّ طفل فلسطيني يُمسّ"، موضحًا أنّ "في العالم المقدّس، المحرمات لا تمسّ، كما لا يمكن المسّ بأيّ طفل أو عجوز في العالم. نرى أنّ الجهد الفني الكبير تدمّر بلحظة".
ورأى الأب مونس أنّ "بعد وثيقة ألخوة الإنسانية الموقّعة بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب في أبو ظبي، تبدّل كلّ الجو الإسلامي"، منوّهًا إلى أنّه "أصبح هناك خطاب ديني يمسّ بنية العقل الّذي كان رافضًا في السابق. لم يعد بإمكاني القول من الآخر؟ بل أين الآخر؟ لأنّني بدونه لا يُمكن أن أكون موجودًا".
وشدّد على أنّ "هذه النار الّتي تلتهم التحفة الفنية هي بربرية". وذكر أنّ " لا الصليب احترق، ولا المذبح، ولا العذراء. هذه دعوة إلى القيامة من جديد بقوّة الرجاء"، لافتًا إلى أنّ "كاتدرائية نوتردام دعتنا إلى التنبّه من البربرية، ووعتنا على إنسانيتنا وقيمها".
من جهة ثانية، أوضح أنّ "لا دين للدولة في لبنان، ونتمنّى أن يأتي النائب نتيجة عمله"، معلنًا "أنّني فرح أنّي ابن لبنان، أي ابن الـ18طائفة. جمالية هذا الوطن أنّه بخصوصيّاته، قبِل بعضه. مررنا بعاصفة وحشية، لكن لم يخل البلد من العقلاء".